وَلَيْتَ حَظِّي كَانَ فِي أَنِيسِ … فَرْدٍ وَلَوْ كَالطَّاهِرِ الْوَنِيسِ

الْجَنَّانُ: ظَلَمْتَ إِذْ ضَمَمْتَنِي لِهَذَا … وَهْوَ الَّذِي جَرَّ الْبَلَا وَهَاذَى

وَجُرْتَ إِذْ حَشَرْتَنِي فِي زُمْرَتِهْ … وَخَمْرَتِي فِي الشُّرْبِ غَيْرُ خَمْرَتِهْ

فَهْوَ زَمِيلِي وَالدُّرُوسُ تَشْهَدُ … لَكِنَّنِي بِالزُّورِ لَسْتُ أشْهَدُ

وَلَا أُدَارِيهِ وَلَا أَعْبُدُهْ … يَوْمًا وَلَوْ أَنَّ الْوَرَى أَعْبُدُهْ

وَإنَّنِي إِذَا غَدَوْتُ فِي كَبَدْ … فَلَا أُبَالِي عَابِدًا وِإنْ عَبَدْ

الْجَلَّالِي: عَجِبْتُ مِنْكُمْ وَالْأَصَحُّ مِنْكُمَا … وَيْلِي عَلَيْكُمْ ثُمَّ وَيْلِي مِنْكُمَا

لَمْ أَدْرِ مِمَّا سُقْتُمَا إِلَيَّا … أَلِى يَكُونُ الْمَيْلُ أَمْ عَلَيَّا؟

فَتَارَةً أَسْمَعُ مَدْحًا صَادِعَا … وَتَارَةً أَسْمَعُ قَدْحًا رَادِعَا

وَتَارَةً تَتَّفِقَانِ لِغَرَضْ … وَتَارَةً تَخْتَلِفانِ لِمَرَضْ

تَلَوِّيٌ يَمْقُتُهُ الْحُرُّ الْأَبِي … وَلَا يُغَرِّرُ سِوَى التَّيْسِ الْغَبِي

يَا قَوْمُ ذُو الْوَجْهَيْنِ لَوْ يُزْجِيهَا … شَمْسَ نَهَارٍ لَمْ يَكُنْ وَجِيهَا

يَا لَيْتَكمْ حِينَ عَرَفْتُمُونِي … عَنْ هَذِهِ الْأَشْيَا صَرَفْتُمُونِي

فَإِنَّنِي صِرْتُ عَدِيمَ الْفَائِدَهْ … فِي كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ لَحْسِ الْمَائِدَهْ

أَصْبَحْتُ كَالْحِمَارِ لَا يُذَكَّى … فَيَدْفَعَ الْجُوعَ وَلَا يُزَكَّى (66)

وَانْعَكَسَتْ وَظَائِفُ الْأَعْضَاءِ … عِنْدِي فَإِسْخَاطِيَ مِنْ إِرْضَائِي

أَشُمُّ مِنْ عَيْنِي وَأَنْفِي يَسْمَعُ … أَسْعَى عَلَى بَطْنِي وَرِجْلِي تَدْمَعُ

لَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَكُنْتُ أَفْتَدِي … بِالْمَالِ مِنْ هَذَا الرَّئِيسِ الْمُعْتَدِي

فَمَا عَرَفْتُ الْخَيْرَ مُذْ عَرَفْتُهْ … وَلَوْ بَدَا لِي كَلِمًا حَرَفْتُهْ

وَلِي قَرُونَةٌ إذَا مَا هَجَسَتْ … هَوَاجِسُ الْإِلْهَام فِيهَا انْبَجَسَتْ (67)

فَيْضًا مِنَ الْحَدْسِ الَّذِي لَا يَكْذِبُ … وَذُو الشُّكُوكِ دَائِمًا مُعَذَّبُ (68)

وَحَدَّثَتْنِي الْيَوْمَ أَنَّ الْأَمْرَا … رَمَادُ إِيهَامِ يُغَطِّي الْجَمْرَا

وَأَنَّ هَذَا الْجَمْعَ فِيهِ سِرُّ … سَيَنْجَلِي لِلْعَيْنِ وَهْوَ شَرُّ

وَأَنَّ هَذَا السَّيِّدَ الرَّئِيسَا … لَا بُدَّ أَنْ يَرَى رَأْيًا نَفِيسَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015