أَنْتَ كَمَا قَدْ قِيلَ فِي الْأَلْفيَّهْ … ذَاتِ الْحُلَى وَالنُّكَتِ الْوَصْفِيَّهْ (64)

فِي رَجُلٍ ذِي دَخْلَةٍ سَقِيمَهْ … لَيْسَ لَهُ بَيْنَ الرِّجَالِ قِيمَهْ

(لَا يَزْدَهِيهِ مِنْ حُلَى التَّقْدِيرِ … لَفْظٌ سِوَى الرَّئِيسِ وَالْمُدِيرِ)

الرَّئِيسُ: الْخَطْبُ خَطْبٌ فَادِحُ … وَالْعَيْبُ عَيْبٌ فَاضِحُ

وَعَارُنَا فِي النَّاسِ لَا … تَحْمِلَا النَّوَاضِحُ (65)

وَالذَنْبُ فِي التَّطْوِيلِ لَيْسَ مِنِّي … بَلْ ذَنْبُ هَذَا الشَّيْخِ شَيْخُ الْفَنِّ

فَكُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ مُرَادِي … دَفَعَنِي عَنْهُ بِالِاسْتِطْرَادِ

وَوَلَّدَ الْقَوْلَ بِلَا مُنَاسَبَهْ … وَاعْتَرَضَ الرَّأْيَ بِلَا مُحَاسَبَهْ

وَكُلَّمَا صَمَّمْت أَنْ أُعَارِضَهْ … عَاجَلَنِي بِالنَّقْضِ وَالْمُعَارَضَهْ

كَأَنَّ بُعْدَ الْقَصْدِ مِنْ آرَابِهْ … فَهْوَ يَرَى الْخَيْبَةَ فِي اقْتِرَابِهْ

وَإنَّمَا أَطَلْتُ فِي الصَّوْتَيْنِ … وَالْعُضْوِ لِلْإِصْلَاحِ فِي هَاتَيْنِ

لِأَّنني أَحْسَسْتُ بِالْمُخَالَفَهْ … فَالْعُضْو لِي فِي النَّفْعِ كَالْمُخَالَفَهْ

حَتَّى إِذَا أَجْمَعْتُمَا خِلَافِي … رَجَعْتُ مِنْهُ لِلْمُعِينِ الْكَافِي

رِعَايَةً لِلْخَيْرِ وَاحْتِيَاطَا … لِلنَّفْعِ لَا ظُلْمًا وَلَا اشْتِيَاطَا

وَمَنْ دَرَى خَلَّ امْرِئيٍ مِنْ خَمْرِهِ … دِرَايَتِي يَحْتَطْ لِكُلِّ أَمْرِهِ

وَإِنَّنِي أَعْلَمُ حَقَّ الْعِلْمِ … أَنَّكُمَا تَجْتَرِحَانِ ظُلْمِي

فَكُلَّمَا عَرَضْتُ مَا فِيهِ صَلَاحْ … وَإنْ يَكُنْ كَالصُّبْحِ فِي الْمَشْرِقِ لَاحْ

وَإِنَّنِي أَعْرِفُ مِنْ تَجْرِيبِي … رَأْيَكُمَا فِي الْقَصْدِ بِالتَّقْرِيبِ

فَكَانَ لَا بُدَّ مِنْ اسْتِظْهَارِي … بِصَوْتٍ أَوْ بِرَجُلٍ قَهَّارِ

وَالْأَمْرُ إِنْ رُمَّ عَلَى اعْتِرَاضِ … لَمْ يَفْتَرِقْ ذَوُوهُ عَنْ تَرَاضِ

وَاللهِ لَوْلَا شَرَفُ الْمَوْضُوعِ … وَنَفْعِهِ لِلْفَرْدِ والْمَجْمُوعِ

وأَنَّ عَارًا لَجَّ فِي انْدِلَاعِهْ … فَوَجَبَ الْعَوْنُ عَلَى اقْتِلَاعِهْ

لَكُنْتُ فِيمَا اعْتَدْتُمَاهُ مِنِّي … فِي حَافِظٍ كَالدِّرْعِ وَالْمِجَنِّ

شَقِيتُ فِيكُمْ وَاسْمِيَ السَّعِيدُ … فَلَيْتَنِي أَوْ لَيْتَكمْ بَعِيدُ

وَلَيْتَ لِي بِكُمْ مِنْ الْعُرْبَانِ … إِثْنَيْنِ أَسْوَدَيْنِ كَالْغِرْبَانِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015