الأخ الأستاذ الشيخ الطيب العقبي- حفظه الله- وسدّد في الحق خطاه.
قد اطّلعت- أيها الأخ- على العدد الأول والأخير من جريدة "الإصلاح" على حين فترة من الجرائد، وكلال طبع من معاناة التعليم، فتحقّق عندي ما لم أكن أجهله من أن صروف الدهر وأحداث الزمان لا تنال من النفوس الكريمة نيلًا إلا من ظواهرها، ولا تُغيّر من الأعراق الأصيلة شيئًا من أعراضها، وأنها أعجز من أن تمتد إلى مكامن المبادئ الراسخة والعقائد الثابتة.
كذلك يبتلي الزمان الجرائد بمثل ما يبتلي به النفوس، ويأخذ منها ويدع، فلا يأخذ من الجرائد المؤسّسة على فكرة إلا كما يأخذ السيل من الصخرة الصمّاء.
سرّني من جريدة "الإصلاح" ما يسرّ كلّ معتنق للفكرة من وجود لسان يعبّر عنها، وسنان يناضل دونها، وسرني فوق ذلك ما يسرّ بناة الإصلاح من معانٍ لا تستوفيها كلمات في رسالة.