ما لبنيك النجب الأبطال … أضحوا على الأيام والليالي

بعد الهدى في التيه والضلال … وبعد وَسْمِ المجد في الأغفال

شِدتِ لنا في الأعصر الخوالي … حضارة مَدَّت على الأجيال

رِواق عزّ بحلاها حالي … وخُلِّدَتْ آثارُها الغوالي

صحائف في الكتب والرمال … بدائع المفتنِّ والمثّال

لم يجر منشيها على مثال … ولم تزل آياتها في الحال

سحر النهى وفتنة الخيال … وعقلة العقل وشغل البال

حتى أتت حثالة الأنسال … وعصبةُ الفسَّاق والأنذال

رهط الخنا والغيّ والمِحال … من كل عيّ مائق تنبال

لم يجر لولا شخصه بالبال … محارب لله لا يبالي

مستقذر الإزار والسربال … مستقبح العثنون والسبال

كأنما صيغ من الأوحال … أو من رجيع الحمر والبغال

أسيمر الجلدة ذو اختيال … متصل المنكب بالقذال

وإن عددته من الجهّال … فالجهل لا يرضى به بحال

عاثت عياث القرد والثعالي … وداستْ الأحرار بالنعال

وحكمت أهواءها في المال … والعرض والابشار والأحوال

أَنَرْتَجي العدل من العذال … ونَطْلُبُ النصر من الخذال؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015