ما لبنيك النجب الأبطال … أضحوا على الأيام والليالي
بعد الهدى في التيه والضلال … وبعد وَسْمِ المجد في الأغفال
شِدتِ لنا في الأعصر الخوالي … حضارة مَدَّت على الأجيال
رِواق عزّ بحلاها حالي … وخُلِّدَتْ آثارُها الغوالي
صحائف في الكتب والرمال … بدائع المفتنِّ والمثّال
لم يجر منشيها على مثال … ولم تزل آياتها في الحال
سحر النهى وفتنة الخيال … وعقلة العقل وشغل البال
حتى أتت حثالة الأنسال … وعصبةُ الفسَّاق والأنذال
رهط الخنا والغيّ والمِحال … من كل عيّ مائق تنبال
لم يجر لولا شخصه بالبال … محارب لله لا يبالي
مستقذر الإزار والسربال … مستقبح العثنون والسبال
كأنما صيغ من الأوحال … أو من رجيع الحمر والبغال
أسيمر الجلدة ذو اختيال … متصل المنكب بالقذال
وإن عددته من الجهّال … فالجهل لا يرضى به بحال
عاثت عياث القرد والثعالي … وداستْ الأحرار بالنعال
وحكمت أهواءها في المال … والعرض والابشار والأحوال
أَنَرْتَجي العدل من العذال … ونَطْلُبُ النصر من الخذال؟