إن الجاهل بالشيء جاهل به ولو كان من أعلم الناس بغيره، وما علمه بما علم برافع جهله فيما جهل، أن هذه لحقيقة من الوضوح بمكان. ولكن يحتاج إلى تكرار ذكرها بقدر ما يتكرر من وقوع مخالفتها. أن الناس قسمان: الجاهلون بكل علم، والعالمون وليس منهم من يعلم كل علم. ومن العجيب أن أهل الجهل اعرف بجهلهم فلا يتكلمون فيما لا يعلمون. وأما أهل العلم فكثير منهم يتجاوزون حدود علمهم فيتكلمون بما لا يعلمون. فكأن الجاهلين آيسوا من العلم ولم تكن لهم شبهة فاحجموا وكأن هؤلاء اغتروا بما عندهم فقالوا فيما غاب عنهم فاقدموا وذلك هو الغرور المبين.
قد لا أكون أنا كاتب هذه السطور سالما من هذا العيب، ولكن ذلك لا يمنعني من لأن أذكره لاحذره واحذر منه. خصوصا إذا رأيت شره قد مس العزيزين عليَّ: ديني، ووطني، وقد رأيت ذلك هذه الأيام من ثلاث جهات فأردت أن أعرض لها في هذا الفصل:
نشرت "مجلة الرابطة الشرقية" في عددها الثالث من المجلهد الثاني مقالا بامضاء (علوي) عرض فيه كاتبه للخلاف الواقع بين العلويين الاشراف الحضارمة، والإرشاديين في جاوة وسنغافورة وقبل أن يدخل في موضوعه ذكر "الجزائر" لينظر بها فقال:
"إليك نبأ عن الجزائر فإن في أرجائها حركة تحسبها حركة نهوض