اثار ابن باديس (صفحة 1796)

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله وسلم

فاتحة العام الثاني من العقد الثاني

ــــــــــــــــــــــــــــــ

على اسم الله نخطو هذه الخطوة نحو الغاية التي نعمل إليها من ترقية المسلم الجزائري في حدود إسلاميته التي هي حدود الكمال الإنساني، وحدود جزائريته التي بها يكون عضوا حيا عاملا في حقل العمران البشري.

وليس ما ندعو إليه ونسير على مباديه من الإصلاح بالأمر يخص المسلم الجزائري ولا ينتفع به سواه، كلا، فإن صحة العقيدة، واستنارة الفكر، وطهارة النفس، وكمال الخلق، واستقامة العمل- وهذا هو الإصلاح كله- مما يشترك في الانتفاع به جميع المسلمين بل جميع بني الإنسان. وإنما نذكر المسلم الجزائري لأنه هو الذي قدر أن يكون منا ونكون منه كما يكون الجزء من كله والكل من جزئه فحاجته أشد وحقه أوجب، فكان المقصود بالقصد الأول. على أنه لم يذكر لتخصيصه وإنما ذكر ليشعر بنفسه فيعمل لإسلامه وجزائريته فيكون ذا قيمة ومنزلة في الجموع.

عمل الماضي:

ونحن- بحمد الله- ما عزمنا على مد خطوة إلى الأمام والتفتنا إلى ما كان من أثر سيرنا وما مضى من خطواتنا- إلا وجدنا ذلك الشعور قد نما وألفينا العمل بمقتضاه قد زاد. وها نحن نعرض صورة السنة الماضية لنرى فيها مصداق ما قلناه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015