قد انتهى بهذا الجزء المجلد السادس، فالحمد لله على نعمته وتيسيره وما أمكن لنا إنهاؤه بعد ذلك إلا بهمم أولئك الأخوان الكرام المشتركين والمؤازرين الذين لولا مثلهم لما كان لمجلة علمية أن تعيش في الجزائر إلى اليوم، فهم أصحاب هذه المجلة وهم أصحاب الفضل بها.
وإذا كان حقا علينا أن نذكر هؤلاء السادة الذين يعملون على حياة هذه المجلة فإن حقا آخر علينا أن نذكر قوماً آخرين من الذين يعملون على قتلها من حيث لا يشعرون وأولئك هم الذين يتأخرون بدفع بدل الإشتراك الزهيد بعد مكاتبتهم وتذكيرهم السبع والثماني مرات فلا هم يدفعون ولا هم يعتذرون ولاهم يجيبون فيحملون الإدارة ة بمصاريف المكاتبة مع بدل الإشتراك المتأخر ضغثا على ابالة وليست هذه الأبالات ذوات الأضغاث بالشيء القليل الذي يتحمله كاهل الإدارة على ضعفها بل هي بمجاوزتها للمائتين قد صارت عبئا ثقيلا لا تنوء به الإدارة إلا بجهد جهيد.
لقد كنا- لولا هؤلاء السادة المتأخرين- عازمين على زيادة توسعة وتحسين في نطاق المجلة ووضعها. ولكنهم تأخروا فتأخرنا، وعسى الله أن يجعل بعد العسر يسرا وبعد الشح سخاءا وبعد الإهمال اعتناء فنبلغ بهذه المجلة حيث نأمله لها من رقي في خدمة الدين والعلم والوطن.
والله يسدد خطى الأمة- ونحن في جملتها- إلى ما فيه سعادتنا وفلاحها في الدنيا والآخرة بلطف منه وتيسيره إنه اللطيف الخبير (?).