بالمكتب القرآني الذي أسسه السيد أحمد بن المولود في محل تبرع به للتعليم السيد المعراضي الميزابي الشهير فرأيت من تلامذة المكتب ذَكاة وإقبالا لو كان مثله عند جميع سكان البلدة لما كفى أبناءهم أكبر من ذلك المكتب أضعافا.
اجتمع عليَّ بذلك المكتب أعيان البلدة وأهل العلم الذين صادفتهم بها فاقترح السيد أحمد بن المولود إلقاء درس في قوله- صلى الله عليه وآله وسلم-: «الدين النصيحة» فلما فرغت منه ألقى الشيخ عبد اللطيف القنطري المتطوع بجامع الزيتونة والشيخ الشريف حجازي والشيخ الحاج مسعود القسني والشيخ بلقاسم البسكري المقري السبعي والشيخ أحمد بن المولود خطابات بمقاصدي من هذه الرحلة والدعوة إلى الاستفادة منها. وختم الحفلة السيد دنيا زيدان بأبيات في الحث على التعلم والاتحاد والتنويه رقيقة كان لها أجمل وقع في قلوب الحاضرين وهي هذه:
إلى فائق الأنداد مجداً وسؤدداً … أزف قصيداً كاد أن يبلغ المدى
أعرني بياناً- أيها الحبر- كافياً … يكون لديَّ الشعر منه مؤيدا
فأربو على ذاك الفخور بقوله … (إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا)
فيالك من شيخ حكيم مفضَّل … نضا لخطوب الدهر سيفاً مجردا
وقام بدين الله في كل موقف … ينادي ألا يا قوم سيروا إلى الهدى،
وحارب جيشاً للجهالة عاملا، … بعلم كموج البحر فاض وأزبدا
وجيش من قول فصيح فيالقا … تخرُّ لها الأعداء في الأرض سجدا
فصان حقوق الله من كل جائر … ولم يخش قول المفسدين من العدا
وأسكت "أشيلي ربير" مبيناً … فضائل ذا الإسلام شرعة أحمدا
إذا ما رماه الدهر يوما بريبة … تنادى شجاعا: ايه يا دهر بالردى
فأهلا بندب حل بلدتنا التي … تمد إلى"عبد الحميد" يد الندا