عند السيد الزيتوني بوصاع وسألنا عن الإسلام الصحيح فأجبنا بأنه ما في القرآن والسنة بَيَّنا القرآن وَبَيَّنا أثر القرآن في العرب وكيف تطوروا به ذلك التطور الغريب السريع من انحطاط الجاهلية إلى رقي الإسلام وما يناسب هذا من التذكير.
ثم امتطينا السيارة إلى قرية سيدي مزريش فوجدنا الناس قد جاءوا من الجهات للقائنا فكانت مجالس عديدة للتذكير وكانت الصلاة في مسجد القرية الذي أسسه القائد عمار بوصاع من خالص ماله وحبس عليه ما يقوم بنفقته. وألقينا به أثر صلاة العصر درساً في فقه أعمال الصلاة وحكمها وسمعت هذا الرجل وهو قائد يخاطب الناس يا أولادي ورأيتهم يعتبرونه كأب فتراه- مع شدة احترامهم له ونفوذ كلمته التامة لهم- كأنه واحد منهم يجلس في مجالس التذكير في أخريات الناس. حقاً إن الاحترام الحقيقي هو احترام القلوب التي لا تملك إلا بالإحسان.
لقد كان الفضلاء الذين نحلُّ عندهم يقومون بأنفسهم لجمع اشتراكات "المجلة" ممن له قدرة وعنده رغبة بدون أن نتحمل أدنى تعب في ذلك. منهم السيدان الواعر محمد وكربوش السعيد بالحروش والسيد جلواجي والشيخ حسن بعزابة والسيدان محمد بن عيسى وبلقاسم بن عبادة بالسكيكدة والسيدان محمد بن الموفق وبدور اسماعيل وغيرهما بسانطارنو والسيد محمد قرفي بسيدي مزريش فشكر الله لهم سعيهم (?).
حللت لها يوم السباق فوجدتها تموج بالخلق موجا وكان نزولي