الأموي الراشد. فلما مرض عمر أمره بإخراج المحابيس فأخرجهم سوى يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاز وكان إذ ذاك سجيناً، فلما مات عمر هرب الوضاح إلى إفريقية خوفاً من يزيد بن عبد الملك الخليفة بعد عمر فبينما هو بإفريقية إذ قيل قدم يزيد بن أبي مسلم والياً فهرب منه الوضاح لما يعلم من حقده عليه من يوم تركه في السجن دون سائر المحابيس فطلبه يزيد حتى ظفر به فلما حمل إليه ورآه قال له طالما سألت الله أن يمكنني منك فقال له الوضاح: وأنا طالما سألت الله أن يعيذني منك، فقال له يزيد: ما أعاذك الله والله لأقتلنك, ولو سابقني فيك ملك الموت لسبقته، ثم دعا بالسيف والنطع فأتي بهما وأمر بالوضاح فأقيم بالنطع وكتف وقام وراءه رجل بالسيف وأقيمت الصلاة فخرج يزيد إليهما فلما سجد أخذته السيوف سيوف أولئك الأباة من الأفارقة فقتلوه جزاء ظلمه وخروجه فيهم عن حكم الإسلام، ثم أدخل على الوضاح من قطع كتافه وأطلق سراحه.
وهكذا جاء الفرج بعد الشدة, وقلب الله أمر الرجلين في فترة قصيرة جداً, فأمسى الأمير قتيلاً, والمكتوف في النطع حراً طليقاً، ونجَّى الله حاجب الإمام العادل، وأهلك الظالم مولى الظالم.
والحمد لله رب العالمين (?).