اثار ابن باديس (صفحة 1648)

العلامة الأستاذ الشيخ محمد بخيت المطيعي

- رحمه الله -

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ما كاد يندمل جرح العالم الإسلامي بوفاة حجة الإسلام السيد رشيد رضا حتى فجع بوفاة مفتي الإسلام الشيخ محمد بخيت المطيعي في رجب الماضي. ونحن نكتب اليوم كلمة عن فضيلته كما كتبنا من قبل عن السيد رشيد رضا وما كان قلمنا القاصر ليوفي واحدا منهما حقه.

منزلته العلمية:

نال شهاد، العالمية من الدرجة الأولى سنة 1393ه وتصدى لخدمة العلم والازدياد منه بالتدريس بجد منقطع النظير، ومداومة ليس فيها فتور فكان علما في سائر العلوم الأزهرية. وكان ممتازا بين كبراء الأزهر بتحقبق الأصلين: علم الكلام وأصول الفقه وكان بسعة علمه وقوة إدراكه وتمييزه يرفع الخلاف في كثير من أمهات المسائل ويبين أن الخلاف فيها لفظي وأن أصل المسألة محل اتفاق.

منزلته في القضاء والفتوى:

دعى إلى الاشتغال بالقضاء فتقلد وظائفه وتنقل بينه وبين الفتوى حتى بلغ أعلى درجاتهما فلما بلغ سن التقاعد تفرغ للإفتاء العلمي فكانت ترد عليه الأسئلة من جميع أقطار العالم الإسلامي فيجيب عنها وكان له كتاب يتولون له كتابة ما يحرره ويمليه ويرسلونه إلى السائلين وينفق هو على ذلك كله من خالص ماله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015