فِي الدِّينِ}. وقال -صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لها».
كان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص وكان هذا الصحابي من أبطال ذلك اليوم وممن أبلوا فيه البلاء الحسن وجاهد حتى سقط مطعوناً باثنتي عشرة طعنة وتفقده رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولم يره في الناس، فقال من يأتني بخبر سعد بن الربيع فقال رجل - هو أبي ابن كعب - أنا، فجعل يطوف بين القتلى فقال له سعد بن الربيع ما شأنك، فقال الرجل: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لآتيه بخبرك، قال: "إذهب إليه فأقرأه مني السلام وأخبره بأنني طعنت اثنتي عشرة طعنة وإني أنقذت مقاتلي، وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وواحد (?) منهم حي".
فالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لم ينسه ما هو فيه من مصاب عظيم في ذلك اليوم من تفقد أصحابه وهذا السيد الجليل لم ينسه ما فيه من ألم الجراح وحالة الاحتضار من إبلاغ سلامه للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن النصح لقومه بما عليهم من حفظ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى آخر واحد منهم وفاء بما عاهدوه عليه ليلة العقبة.
فالمسلم لا ينسيه ألم يصيبه في سبيل الله ما بقي عليه من الواجبات لدينه ولا يترك النصح حتى في أشد الأحوال ويبذل في سبيل الوفاء على ما عاهد الله عليه نفسه راضياً مغتبطاً.
هكذا كان الصحابة يبذلون في حفظ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أرواحهم والتابعون لهم من المسلمين هم الذين يبذلون في