اثار ابن باديس (صفحة 1415)

وهذا الأستاذ الإبراهيمي سيق إلى المحاكمة على حفلة علمية وقضي عليه بالغرامة فلم يكتف في حقه بذلك فرفعت القضية للإعادة وهو ينتظر ما يكون.

وهذا الشيخ عمر دردور سجن في سبيل نشر العلم والفضيلة، ثم أنصفته العدالة فأطلقت صراحه فأبت تلك النواحي إلا أن تعود به إلى القضاء وهو ينتظر إلى اليوم فصله.

وهذا الشيخ عبد الحفيظ الجنان عزل من وظيفة قيم بالجامع الأخضر لأنه من جمعية العلماء.

وهؤلاء أهل (سوف) قد ذاقوا من التغريم والنفي والسجن ما ذاقوا وروعوا في ديارهم وأهليهم أفظع ترويع ثم لم يثبت عليهم شيء مما رموا به إلا رغبتهم في العلم وطرحهم لسربال الطرقية الوسخ الثقيل.

وهذا الشيخ عبد العزيز الهاشمي والشيخ علي بن سعد والشيخ عبد القادر الياجوري والسيد عبد الكامل في ظلمات السجن إلى اليوم، وقد رمي الشيخ عبد العزيز بالثورة ضد أمن الدولة وبالصلة الأجنبية فلم يثبت لدى البحث النزيه إلا أنه عقد مظاهرة بدون رخصة، طلب الناس فيها حرية التعليم، والإعانة بالخبز، وشكوا من ظلم بعض القادة.

وهؤلاء رجال التعليم في بجاية وباتنة وغيرهما يساقون إلى المحاكمة المرة بعد الأخرى، ويغرمون من أجل التعليم ويهددون بالسجن.

وهذه مدرسة دار الحديث بتلمسان مغلقة إلى اليوم وكم أذكر وكم أعدد، فلقد هبت الأمة لتعلم دينها ولغة دينها في جد ونشاط فاق السنوات المتقدمة فعوجلت بهذه البلايا والمحن. حقا لقد كانت سنتنا الماضية سنة عمل وسنة ابتلاء، وأي عامل صادق في عمله مخلص فيه لا يبتلى؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015