بطحوش) وأمين المال (السيد محمد بن الباي) ومستشاران اثتان هما السيد (محمد بن مرابط) والسيد (عباس التركي محمد وعلي) رفيق الأستاذ (الشيخ الطيب العقبي) في السجن بتلك التهمة الآفكة والمكيدة المدبرة. ثم إن هذا العبد الضعيف يقدم بلسان العجز الشكر لأعضاء الإدارة إخوانه أن قدموه للرئاسة وجددوا له ثقتهم به هذا مع علمه بعبء الرئاسة الثقيل وما يلزم لها من التضحية التي هي أول شرط الرئاسة. ولقد قال الهذلي (?):
وَإِنَّ سِيَادَةَ الْأَقْوَامِ فَاعْلَمْ … لَهَا صَعْدَاءُ مَطْلَعُهَا طَوِيلُ
وأن هذا العبد الضعيف لثقته في الله وقوته بالله واعتزازه بقومه واعتماده بعد الله على إخوانه لمستعد لهذه الصعداء وإن طال مطلعها وطال.
أيها الإخوان!
إن أعظم لذة يشعر بها ذو الضمير الحي أن تكون له قيمة عند قومه. وأن لحصول الثقة منكم للذة أعظم من كل لذة، وأنها لتقع بعد لذة الإسلام والإيمان.
ثقة القوم بأخيهم هي التي يسعى إليها من يعرف قيمة نفسه وقيمة قومه.
وأنتم تعلمون ما هي قصة من أوذي في سبيل الله حيا ودخل الجنة بعد موته فقال: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} فإنه في حب الله لم تكن لهم به ثقة بل كان فيما بينهم من المكذبين. ولذلك حينما نال ما نال، تمنى أن يكون يعلم به قومه حتى يعلموا ما صار إليه من حسن حال وسمو مقام.