اثار ابن باديس (صفحة 1349)

جواب عن كتاب

إلى الأخ الشيخ الطاهر الحركاتي رئيس شعبة باتنة- وعليكم السلام ورحمة الله.

وبعد فكلنا نعلم أن أهل باتنة كانوا وما زالوا من أنصار الجمعية والمؤيدين لها في خطتها الدينية العلمية، وأن ما بينهم اليوم من خلاف إنما نشأ من أيام الانتخابات البلدية ثم استمر إلى أيام المؤتمر وفي أثناء هذا ما رأيت من الشعبة ورئيسها وأهل باتنة وفي جانب الجمعية إلا خيراً ولم يكن مني في جانب الجمعية إلا الدعوة إلى الصلح أو المهادنة على الأقل كان هذا مني مع كل من اجتمعت به من تلك الناصية فلما أيست من أمر الصلح لازمت الحياد وكاتبتكم بكتاب آخر أمركم فيه بالحياد التام وهو الكتاب الوحيد الذي كاتبت به باتنة من هذه المدة كلها- وها هو نص الكتاب الذي أنشره ليطلع عليه الجميع وليعلم منه موقف الجمعية في مثل ما بينته من خلاف.

نص الكتاب بعد الافتتاح:

"وبعد فلما كانت الجمعية واقفة في الخلاف الواقع بين أهل باتنة موقف الحياد، لا تؤيد أحدا ولا تعارض أحدا حتى ينجلي الموقف على خير إن شاء الله- فيلزم إذا وقفتم في موقف عام أو خاص في شأن من شؤون باتنة الخلافية أن تعلنوا للناس أنكم لا تتكلمون باسم الجمعية مثل ما نفعل نحن في المواقف الخارجة عن نطاق الجمعية.

إنني أؤكد عليكم بهذا وأرجو أن يبلغني صداه.

عبد الحميد بن باديس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015