المذموم وجرت معاملتهم لهم في أيام قوة المسلمين وأيام ضعفهم على سنن التسامح والاحترام، اللهم إلا وقائع نادرة جدا كانت أيام ضعف المسلمين وطغيان غيرهم عليهم فانتقموا انتقام المظلوم المهان لا انتقام الحقود المتعصب. ولا يسعني من هذه المقالة أن أعدد أيادي المسلمين على غيرهم من أهل الملل فقد ملأ ذلك سجلات التاريخ مما كتبه غير المسلمين فضلا عما كتبه المسلمون.
ومن مظاهر التسامح الإسلامي عند المسلمين وخلو قلوبهم من الحقد الديني الذي طهرها منه الإسلام بما حكم وبما علَّم، إنك لا تجد في صحافتهم ومجلاتهم الفصول العريضة والمقالات الطويلة في البحث في النصرانية ومقدار انتشارها وأسباب انتشارها ومقاومة انتشارها وما تكون به تلك المقاومة مثل ما تجد ذلك على أتمه وأبلغه، وتارات على أفظعه، في صحف الغرب ومجلاته. وفي العالم الإسلامي كثير من المجلات التي يصدرها رجال من أهل العلم الديني وفي مقدمتها "مجلة الأزهر" لا تجدها تعرض للبحث في النصرانية إلا إذا اضطرت للدفاع عن المطاعن التي يوجهها من حين إلى آخر أعداء الإسلام. أما الهيئات الدينية النصرانية فإن لكل هيئة منها مجلتها ويكاد لا يخلو عدد منها من الكلام على الإسلام، وتصويره بالصورة المنفرة البغيضة المثيرة للأحقاد والحاملة على التعصب حتى أنهم قد يجعلون لأتباعم دعوات تكرر في أوقات مخصوصة ضد الإسلام والمسلمين. ولأجل التحقق مما نقول ننشر فيما يلي نص صلاة من الصلوات اليومية.
الأحد 9 فبراير 1936م
يا قلب يسوع الإلهي أتقدم إليك بقلب مريم الدامي، بصلواتي