أن ترفعوا حجاب الستر عن وجهها، فإن حجاب الجهل هو الذي أخرها. وأما حجاب الستر فإنه ما ضرها في زمان تقدمها فقد بلغت بنات بغداد وبنات قرطبة وبنات بجاية مكانا عالياً في العلم وهن متحجبات. فليت شعري ما الذي يدعوكم اليوم إلى الكلام في كشف الوجوه قبل كل شيء …! ".
فأمام هذا الرجل الخيالي المرعب وحُججه الدامغة ما وسعني إلا العدول عن التفكير في المرأة إلى التفكير في الرجل فاخترت موضوع المقالة: "الرجل المسلم الجزائري".
هذا موضوع مجمل، فالرجل المسلم الجزائري موضوع بحوث طويلة من نواح عديدة لكنني أتكلم عليه من نواح ثلاث: رجولته، إسلاميته، جزائريته.
الرجل:
خلق الرجل قويا، متهيئا بما منح من القوة للقيام بما يقتضيها من - عظائم الأمور وجلائل الأعمال، للإنسانية التي هو فرد منها، للوطن الذي هو من نباته، وللبلد الذي هو من سكانه، للبيت الذي هو رئيسه.
هو رئيس البيت، و {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} فعليه واجب الرعاية: بالسعي والتكسب، بالتهذيب والتعليم، للزوجة، للأبناء، للبنات، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وله حق الولاية {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، درجة الولاية بالنظر والتدبير، والتنظيم والتسيير، فهو السيد في بيته ليكون سيِّداً في قومه. والسيادة الحقيقية إنما هي بالنفع والعمل المنتج .. فسيِّد البيت هو الأكثر عملاً