حتى أعلن المؤتمر بالإجماع لزوم المحافظة عليها فلما عرض م فيوليت بروجيه على وزارة الجبهة الشعبية الأولى التي كان وزيرا فيها، حور بروجيه- نزولا- عند كلمة الأمة فصرح فيه بلزوم المحافظة على الشخصية الإسلامية.
فلما قامت سوق الكلام على هذا "البروجي" في هذه المدة الأخيرة صرح بعض النواب الفرنسيبن من الجزائر أن المحافظة على الشخصية الإسلامية إنما هي وضع العلماء وتطرفت صحيفة استعمارية كبيرة فجعلته من تعصب ابن باديس. لكنه ما كادت الأمة تسمع بالمساومة على شخصيتها حتى قامت من جميع نواحي الوطن بالاعتراض والاستنكار. فنشر العلماء بيانا وتحذيرا للأمة والحكومة في جريدة "البصائر" وأوفدت جمعية النواب لعمالة قسنطينة وفدا وجمعية النواب لعمالة الجزائر وفدا، وجمعية النواب لعمالة وهران وفدا، والنواب الماليون والعماليون غير الداخلين في الجمعيات وفدا. وذهبت تلك الوفود كلها إلى باريس، ومعها وفد من رجال الواجهة الشعبية للمطالبة ببروجي فيوليت مع المحافظة التامة على الشخصية الإسلامية ولو أدى ذلك إلى الحرمان من كل حق.
فكانت هذه كلمة الأمة الحازمة الحاسمة، وكانت هي الدليل القاطع على أن العلماء في كل ما يقومون به من خدمة الإسلام والعربية لبقاء الذاتية الإسلامية والشخصية القومية هم باسم الأمة يعملون وبلسانها ينطقون وأن كل من خذلهم في خدمتهم فقد خذل الأمة وكل من أيدهم في خدمتهم فقد أيد الأمة.
فنحن نهيب بفرنسا التي لا نرى من مصلحة الجزائر في الوقت الحاضر قطعا أن تتراخى علاقاتها بها أن تحترم الأمة الجزائرية في إسلامها وعربيتها وتنيلها حقوقها. ونلفت نظر كل نائب إلى ما عليه من