اثار ابن باديس (صفحة 1259)

الجزائر المسلمة

تبرهن في أحرج مواقفها

على تماسكها بشخصيتها: بإسلامها وعربيتها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كبر على الرجعيين وأشباه الرجعيين بفرنسا أن يعطوا الحقوق الانتخابية البرلمانية لعدد لا يتجاوز خمسة وعشرين ألفا من الأمة الجزائرية، ما داموا محافظين على شخصيتهم وقوميتهم، كما يقتضيه "بروجي فيوليت"، ورأوا أنهم لا يمكن أن ينعموا على الأمة الجزائرية بذه النعمة! إلا إذا رضيت بمحو شخصيتها والانسلاخ عن دينها. ثم منهم من صدر في رأيه هذا عن كيد للأمة الجزائرية لصدها عن نيل الحق الطفيف لأنه يعلم أنها لا تتنازل عن شخصيتها فيجد المبرر لحرمانها، وهذا هو الأكثر. ومنهم من صدر عن حسن قصد مغترا بكلمات طائشة من أفراد قالوها عن غضب أو قلة تبصر فحسب أن الأمة الجزائرية تخضع للأمر الواقع إذا ألزمت بمحو شخصيتها والانسلاخ عن دينها فأراد أن يحسن إليها ويرغم عتاة الاستعمار خصومها. فأصبحت الجزائر من هذين القسمين بين حرمانها من كل حق لها، وسلبها من أعز عزيز عليها، موقف- والله- من أحرج مواقفها.

لقد كانت عبار "بروجي فيوليط" قبل "المؤتمر الإسلامي الجزائري" غير صريحة في المحافظة على الشخصية الإسلامية وكان قسم عظيم من الأمة ذاهبا مع تياره رغم ذلك الإبهام فلما انعقد المؤتمر في 17 جوان 1936، كان عمل العلماء فيه المحافظة على تلك الشخصية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015