اثار ابن باديس (صفحة 1241)

مسألة عظيمة

بين رجلين عظيمين

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أما المسألة العظيمة العظيمة فهي الوحدة السياسية للأمة العربية من المحيط الهندي إلى المحيط الأطلنطيقي.

وأما العظيمان فهما الأمير شكيب أرسلان وسعادة سليمان باشا الباروني.

ولا تحسبن الكلام دار بينهما في بيان حقيقتها وإمكان تحقيقها وأسباب تحقيقها مما يحتاج رجال النهضة الحربية إلى دراسته والعلم به ليكونوا في سيرهم على بصيرة فلا يتقهقروا ولا يتهوروا. بل كان خطاب من شكيب في شأنها فكان رد من الباروني عليه بإعلان البراءة منه، جزاء إعلانه البراءة من مسلمي المستعمرات، ثم دعا أهل العلم إلى إبداء رأيهم فقال: "ولعل علماء الإسلام الغيورين على دينهم يبدون رأيهم فيمن يعلن البراءة من مسلمي المستعمرات المعذبين لإرضاء أعدائهم ومعذبيهم من المستعمرين لينسد هذا الباب فلا يدخل منه غيره بعد اليوم". الرابطة العربية عدد 77.

لم ينقل الباشا نص كلام الأمير، ونصه كا نقلته "الجزيرة" الدمشقية في عددها الصادر في 24 رجب الماضي: "أما طرابلس الغرب وتونس والجزائر ومراكش فهذه بلاد عربية وإن كان فيها بربر أكثر من العرب، فإن ثقافة هؤلاء البربر عربية وهم على كل الأحوال مسلمون، فهذه الأمة هي منا ومعنا كما أن قلوبنا متحدة بيننا وبينهم، ولكن هناك أسباب حغرافية تمنع اتحادنا معهم اتحاداً فعلياً، وهم ليسوا من برنامجنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015