الاحمى- وأفضل المخلوقات قدما- فوجدته سلسبيلا معين- كالعسل المصفى للعلماء العاملين- من بحر شريعة الأمين يجري- فلله در الباديسي المؤيد بما قاله الكمل كالإمام الأخضري:
وقال بعض السادة الصوفية … مقالة جليلة صفية
إذا رأيت رجلا يطير … أو فوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف عند حدود الشرع … فإنه مستدرج وبدعي
واعلم بأن الخارق الروحاني … لتابع السنة والقرآن
والفرق بين الإفك والصواب … يعرف بالسنة والكتاب
والشرع ميزان الأمور كلها … وشاهد بفرعها وأصلها
والشرع نور الحق منه قد بدا … وانفجرت منه ينابيع الهدى
وقال بعض أولياء الله … السالكين لطريق الله
من ادعى مراتب الجمال … ولم يقم بأدب الجلال
فارفضه إنه الفتى الدجال … ليس له التحقيق والكمال
ومن تحلى بحلى المعالي … ولحدود الله لم يبال
ففر منه إنه شيطان … مخادع ملبس خوان
قال البهيقي في مناقب الشافعي- رضي الله عنه- المحدثات ضربان: ما أحدث مخالفا كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلالة. وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة، وقال الأستاذ البكري- رضي الله عنه- في الوصية الجليلة: إن أهل الطريق يجب عليهم أن لا يخطوا خطوة ينكرها الشرع عليهم فإن من خالف الشريعة المحمدية تاه وضل عن الطريقة المرضية فالشريعة أصل والحقيقة فرعها فمن لم يحكم الأصل لا ينتفع بالفرع، ا. هـ. قال سيدي عبد القادر الجيلاني- رضي الله عنه-: كل حقيقة ردت شريعة فهي زندقة وكل ظاهر يخالف باطنا فهو باطل، ا. هـ. وقال