) وَقَالَ تَعَالَى {وَإِن تصبهم حَسَنَة يَقُولُوا هَذِه من عِنْد الله وَإِن تصبهم سَيِّئَة يَقُولُوا هَذِه من عنْدك قل كل من عِنْد الله} وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تَجدهُ أمامك وَإِذا سَأَلت فاسأل الله وَإِذا استعنت فَاسْتَعِنْ بِاللَّه وَاعْلَم أَن الْأمة لَو اجْتَمعُوا على أَن ينفعوك لم ينفعوك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله لَك وَلَو اجْتَمعُوا على أَن يضروك لم يضروك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله عَلَيْك رفعت الأقلام وجفت الصُّحُف رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ فَإِذا استحضرت هَذَا الأَصْل هان عَلَيْك ترك مُرَاعَاة النَّاس إِذْ لَا معنى لَهَا حِينَئِذٍ
الثَّانِي أَنَّك عبد مرموق وَلَا تصرف لَك فِي نَفسك وَأَن مَوْلَاك وَمَالك لَهُ التصريف فِيك كَيفَ شَاءَ كَمَا هُوَ شَأْن الْمَالِك فِي مَمْلُوكه وَأَنه يقبح عَلَيْك أَن تكره مَا يَفْعَله بك مَوْلَاك الَّذِي هُوَ أشْفق عَلَيْك وَارْحَمْ بك من نَفسك ووالديك فَفِي الحَدِيث
الله أرْحم بِالْمُؤمنِ من الْمَرْأَة بِوَلَدِهَا وَإنَّهُ أحكم الْحَاكِمين فِي فعله كَمَا أخبر بذلك فِي كِتَابه وَأَنه لم يرد بذلك الْوَاصِل إِلَيْك من الضَّرَر إِلَّا صلاحك ونفعك من التَّكْفِير لخطاياك والترفيع لدرجاتك قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
لَا يُصِيب الْمُؤمن نصب وَلَا وصب وَلَا سقم وَلَا حزن حَتَّى الْهم يهمه إِلَّا كفر الله بِهِ من سيئاته رَوَاهُ الشَّيْخَانِ فَإِذا استحضرت هَذَا الأَصْل هان عَلَيْك التَّسْلِيم للْقَضَاء
الثَّالِث أَن الدُّنْيَا زائلة فانية وَالْآخِرَة آتِيَة بَاقِيَة وَأَنَّك فِي الدُّنْيَا مُسَافر وَلَا بُد أَن يَنْتَهِي سفرك وَتصل إِلَى دَارك فتستقر بهَا وتنال الرَّاحَة واللذة والاجتماع بالأحباب الَّذِي سبقوك فِي السّفر فَاحْتمل مشقات السّفر الَّذِي يَنْقَطِع عَن قريب بِالصبرِ على الطَّاعَة وَعَن الْمعْصِيَة وعَلى شَدِيد الْمَعيشَة وَنَحْوهَا واجتهد فِي عمَارَة دَارك الَّتِي هِيَ مسكنك بِالْحَقِيقَةِ وإصلاحها وتزيينها بالإكثار من الْعِبَادَات فِي هَذَا الأمد الْقَلِيل لتتمتع بهَا دهرا مديدا بِلَا نصب فَإِذا استحضرت هَذَا الأَصْل هَانَتْ عَلَيْك المراقبة السَّابِقَة وتشبيه الدُّنْيَا بِالسَّفرِ مَأْخُوذ