الْقصر هُوَ تَخْصِيص شَيْء بِشَيْء بطرِيق مَخْصُوص وَهُوَ قِسْمَانِ حَقِيقِيّ بِأَن يكون التَّخْصِيص بِحَسب الْحَقِيقَة وَفِي نفس الْأَمر بِأَن لَا يتجاوزه إِلَى غَيره أصلا وَغَيره أَي إضافي بِأَن يكون بِحَسب الْإِضَافَة إِلَى شَيْء آخر وَكِلَاهُمَا مَوْصُوف أَي قصره على صفة بِأَن لَا يتَجَاوَز الْمَوْصُوف تِلْكَ الصّفة إِلَى صفة أُخْرَى لَكِن يجوز أَن تكون تِلْكَ الصّفة لموصوف آخر وَعَكسه أَي قصر صفة على مَوْصُوف بِأَن لَا تتجاوز الصّفة ذَلِك الْمَوْصُوف إِلَى مَوْصُوف آخر وَيجوز أَن يكون لذَلِك الْمَوْصُوف صِفَات أخر فالأقسام أَرْبَعَة مِثَال قصر الْمَوْصُوف الْحَقِيقِيّ مَا زيد إِلَّا كَاتب أَي لَا صفة لَهُ غَيرهَا وَهُوَ عَزِيز لَا يكَاد يُوجد لتعذر الْإِحَاطَة بِصِفَات الشَّيْء حَتَّى يثبت مِنْهَا شَيْء وينفي مَا عداهُ
وَمِثَال الإضافي مَا زيد إِلَّا قَائِم أَي لَا يتَجَاوَز الْقيام إِلَى الْقعُود وَقد تكون لَهُ صِفَات أُخْرَى
وَمِثَال قصر الصّفة الْحَقِيقِيّ مَا فِي الدَّار إِلَّا زيد أَي لَا غَيره والإضافي مَا فِي الْوُجُود غَيْرك أَي بِحَسب النَّفْع إِذْ وجود سواهُ كَالْعدمِ فَالْأول أَي الْحَقِيقِيّ من قصر الْمَوْصُوف أَو الصّفة إِفْرَاد أَي يُسمى قصر إِفْرَاد يلقى لمعتقد الشّركَة فقولنا مَا زيد إِلَّا كَاتب أَو مَا كَاتب إِلَّا زيد يُخَاطب بِهِ من يعْتَقد اتصافه بالشعر وَالْكِتَابَة أَو اشْتِرَاك زيد وَعَمْرو فِي الْكِتَابَة
وَالثَّانِي أَي الإضافي مِنْهُمَا قِسْمَانِ قلب يلقِي لمعتقد الْعَكْس فقولنا مَا زيد إِلَّا قَائِم أَو مَا شَاعِر إِلَّا زيد يُخَاطب بِهِ من اعْتقد اتصافه بالقعود دون الْقيام أَو أَن الشَّاعِر عمر وَلَا زيد وَتَعْيِين يلقى للمخاطب إِن اسْتَويَا