هو من أنواع تخفيف الهمز المفرد لغة لبعض العرب وأخر عن الساكن لخفته بناء على أن متحرك الهمز أخف من ساكنها بخلاف باقي الحروف فإنها بالعكس, لكن صحح الجعبري أنها كغيرها.
واعلم أن ورشا من طريقيه اختص بنقل حركة همزة القطع إلى الحرف الساكن الملاصق لها من آخر الكلمة التي قبلها, فيتحرك الساكن بحركة الهمزة وتسقط الهمزة, بشرط أن يكون الساكن غير حرف مد سواء كان تنوينا أو لام تعرف, أو غير ذلك أصليا أو زائدا نحو: "متاع إلى, شيء أحصيناه, خبير ألا تعبدوا, بعاد إرم, يوم أجلت, حامية ألهيكم" ونحو: "الآخرة, الإيمان, الأولى, الآن جئت, فالآن باشروهن, الآن, وقد يستمع الآن" ونحو: "من آمن, ومن أوفى, ألم أحسب, فحدث ألم نشرح" ونحو: "خلو إلى, ابني آدم" وذلك لقصد التخفيف, وخرج بهمزة القطع "ألم الله" خلافا لمدعيه, وبقيد السكون نحو: "الكتاب أفلا" وبغير حرف مد نحو: "يأيها, قالوا آمنا, في أنفسكم" ودخل بزائد تاء التأنيث "قالت أوليهم" وأما ميم الجمع فيعلم عدم النقل إليها من مذهب ورش؛ لأنه يصلها بواو قبل همز القطع, فلم تقع الهمزة إلا بعد حرف الصلة1.
وليعلم أن لام التعريف وإن اشتد اتصالها بمدخلولها حتى رسمت معه هي في حكم المنفصل وهي عند سيبويه حرف تعريف بنفسها, والهمزة قبلها للوصل تسقط في الدرج, وقال الخليل: الهمزة للقطع وحذفت وصلا تخفيفا لكثرة دورها والتعريف حصل بهما, ويتفرع عليه إذا ابتدأت بنحو: "الأرض" على مذهب الناقل فعلى مذهب الخليل نبتدئ بالهمزة وبعدها اللام متحركة, وعلى مذهب سيبويه إن اعتد بالعارض ابتدأ باللام, وإن لم يعتد به ابتدأ بالهمز وهذان الوجهان يجريان في كل لام نقل إليها عند كل ناقل, نص عليهما الداني والشاطبي وغيرهما, قال في النشر: وبهما قرأنا لورش وغيره على وجه التخيير واختلف عن ورش في حرف واحد من الساكن الصحيح وهو "كِتَابِيَهْ، إِنِّي" [الآية: 19، 20 بالحاقة] فالجمهور عنه بإسكان الهاء وتحقيق الهمزة لكونها هاء سكت, ولم يذكر في التيسير وغيره ورجحه في الحرز كالطيبة, وروى آخرون النقل طردا للباب وضعفه الشاطبي وغيره, قال في النشر: وترك النقل فيه هو المختار عندنا, والأصح لدينا والأقوى في العربية؛ لأن هاء السكت حكمها السكون, فلا تحرك إلا لضرورة الشعر على ما فيه من قبح2.
واختلف في "آلآن وقد كنتم، آلآن وقد عصيت" [الآية: 51،91] موضعي يونس