وبقي من هذا الباب حروف اختلفوا في الهمز وعدمه فيها لغير قصد التخفيف, وهي "النبئ" وبابه و"يضاهئون, وبادئ, وضئاء, والبريئة, ومرجئون, وترجئ, وسأل"1.

فأما "النبئ" وبابه نحو: "النبيؤن, والأنبئاء, والنبوة" فقرأه نافع بالهمز على الأصل وقد أنكره قوم لما أخرجه الحاكم عن أبي ذر وصححه, قال: جاء أعرابي إلى رسول الله فقال يا نبيء الله فقال: "لست نبيء الله ولكني نبي الله" , قال أبو عبيد: أنكر عدوله عن الفصحى أي: فيجوز الوجهان ولكن الأفصح بغير همز, وبه قرأ قالون في موضعي الأحزاب وهما "للنبي إن وبيوت النبي"2 إلا في الوصل, ويشدد الياء كالجماعة فإذا وقف همز.

وأما "يضاهئون" [التوبة الآية: 30] فقرأه عاصم بكسر الهاء ثم همزة مضمومة قبل الواو وافقه ابن محيصن والباقون بضمة الهاء ثم واو من غير همز.

وأما "بادئ" [هود الآية: 27] فقرأ أبو عمرو بهمزة بعد الدال وافقه اليزيدي والحسن والباقون بالياء.

وأما "ضئاء" [الآية: 5 بيونس] , و [الأنبياء الآية: 48] و [القصص الآية: 71] فقرأه قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد في الثلاثة على القلب بتقديم الهمزة على الواو, إن قلنا إنه جمع أو على الياء إن قلنا إنه مصدر ضاء, وزعم ابن مجاهد أن هذه القراءة غلط مع اعترافه أنه قرأ كذلك على قنبل, وقد خالف الناس ابن مجاهد فرووه عنه بالهمزة بلا خلاف والباقون بالياء في الثلاثة مصدر ضاء لغة في أضاء أو جمع ضوء كحوض وحياض وأصله ضواء, قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وسكونها في الواحد.

وأما "البريئة" موضعي لم يكن فقرأهما نافغ وابن ذكوان بهمزة مفتوحة بعد الياء؛ لأنه من برأ الله الخلق أي: اخترعه فهي فعيلة بمعنى مفعولة والباقون بغير همز مع تشديد الياء تخفيفا.

وأما "مرجئون" [الآية: 106 بالتوبة] "وترجئ" [الآية: 51 بالأحزاب] فقرأهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة وكذا يعقوب بالهمزة من أرجأ بالهمز لغة تميم وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بغير همز من أرجى المعتل لغة قيس وأسد.

وأما "سأل" [المعارج الآية: 1] فقرأه بالهمز ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف وافقهم الأربعة والباقون بالألف3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015