وتأتي الأولى منهما للاستفهام ولا تكون إلا مفتوحة، ولغير الاستفهام وتأتي الثانية متحركة وساكنة فالمتحركة همزة قطع, وهمزة وصل, فهمزة القطع بعد همزة الاستفهام تقع مفتوحة ومكسورة ومضمومة.
فالمفتوحة على ضربين: ضرب اتفق القراء العشرة على قراءته بالاستفهام, وضرب اختلفوا فيه فالمتفق عليه بعده ساكن صحيح, وحرف مد, ومتحرك.
أما الذي بعده ساكن صحيح فوقع في عشر كلم في ثمانية عشر موضعا, وهي "أأنذرتهم" [البقرة الآية: 6] و [يس الآية: 10] و"أأنتم " [البقرة الآية: 140] و [الفرقان الآية: 17] وأربعة بـ[الواقعة الآية: 59، 64، 69،72] وموضع [بالنازعات الآية: 27] و"أأسلمتم" [آل عمران الآية: 20] و"أأقررتم" [آل عمران الآية: 81] بها و"أأنت" [المائدة الآية: 116] و [الأنبياء الآية: 62] و"أأرباب" [يوسف الآية: 39] و"أأسجد" [الإسراء الآية: 61] و"أأشكر" [النمل الآية: 40] و"أأتخذ" [بيس الآية: 23] و"أأشفقتم" [المجادلة الآية: 13] فقرأ قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر بتسهيل الثانية منهما بين الهمزة والألف, مع إدخال ألف بينهما, وافقهم اليزيدي, وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير إدخال ألف, وهو للأزرق عن ورش عند صاحب العنوان والطرسوسي والأهوازي وغيرهم والأكثرون على إبدالها له ألفا خالصة مع المد المشبع للساكنين, وإنكار الزمخشري لهذا الوجه رده أبو حيان وغيره ووافق ابن محيصن الأصبهاني إلا في "أأنذرتهم" معا فقرأه بهمزة واحدة وقرأ هشام من مشهور طرق الداجواني بالتحقيق من غير ألف, وبه قرأ الباقون وهم: ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف وروح وافقهم الحسن والأعمش, واستثنى الصوري من جميع طرقه عن ابن ذكوان "أأسجد" بالإسراء فسهل الثانية منهما وقرأ هشام من طريق الجمال بالتحقيق, وإدخال ألف فتحصل لهشام ثلاثة أوجه: التسهيل مع الإدخال من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني, والتحقيق مع الإدخال من طريق الجمال عن الحلواني, والتحقيق من غير إدخال من مشهور طرق الداجواني وبقي وجه رابع ممتنع من الطريقين وهو التسهيل بلا ألف, لكن صح هذا الوجه لهشام من طريق الداجواني في "أأعجمي" [فصلت الآية: 44] و"ءان كان" [نون الآية: 14] و"ءأذهبتم" [الأحقاف الآية: 20] فقط كما يأتي قريبا إن شاء الله تعالى, وتقدم لهشام قصر المنفصل ومده عن الحلواني وكذا عن الداجواني عن ابن مهران, وصاحب الوجيز فتحصل لهشام ستة أوجه إذا جمع هذا الهمز مع المنفصل في نحو: {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ} [الواقعة الآية: 72] جمعها النويري في بيت فقال:
وسهل كأنتم بفصل وحققن ... معا لهشام كلها أمدده وأفصرن
قوله: معا متعلق بحقق فقط أي: حقق بالفصل وعدمه معا وقوله: كلها أي: كل هذه الثلاثة مع مد المنفصل وقصره, وبقي حرف واحد يلتحق بهذا الباب "أَإِنْ ذُكِّرْتُم"