عنه على الإسكان, والآخرون عنه على الفتح, وهما صحيحان عنه غير أن الإسكان أكثر وأشهر كما في النشر.
وقرأ: هشام بخلف عنه وحمزة وكذا يعقوب وخلف بإسكان "مالي" [بيس الآية: 22] وافقهم الأعمش والفتح لهشام من طريق الحلواني وعليه الجمهور, بل لا تعرف المغاربة غيره وقطع له بالإسكان جمهور العراقيين من طريق الداجواني.
وقرأ قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بإسكان "محياي" [بالأنعام الآية: 162] وتمد الألف حينئذ مدا مشبعا لأجل الساكنين, وكذا إذا وقفوا إما من فتحها وصلا فيقف بالأوجه الثلاثة لعروض السكون عندهم, واختلف عن ورش من طريق الأزرق فقطع له فيه بالإسكان صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار وطاهر بن غلبون والأهوازي والمهدوي وابن سفيان وغيرهم, وبه قرأ الصقلي على عبد الباقي عن والده, وبه قرأ الداني على الخاقاني وطاهر قال الداني: وعلى ذلك عامة أهل الأداء من المصريين وغيرهم, وهو الذي رواه ورش عن نافع أداء وسماعا والفتح اختيار منه لقوته في العربية, قال: وبه قرأت على أبي الفتح في رواية الأزرق عنه من قراءته على المصريين, وبالفتح أيضا قرأ الصقلي على ابن نفيس عن أصحابه عن الأزرق وعلى عبد الباقي من قراءته على ابن عراك عن هلال كما في النشر, قال فيه: والوجهان صحيحان عن ورش من طريق الأزرق, إلا أن روايته عن نافع الإسكان والفتح اختياره لنفسه ثم تعقب من ضعف الإسكان عنه كأبي شامة, وأطال في الرد عليه وممن قطع له بالخلاف صاحب التيسير والشاطبية والتبصرة والكافي وابن بليمة وغيرهم.
وأما "يا عبادي لا خوف" [بالزخرف الآية: 68] فاختلفوا في إثبات يائها وحذفها وفتحها وإسكانها لاختلاف المصاحف فيها, فقرأها نافع وأبو عمرو وابن عامر, وكذا أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بإثبات الياء ساكنة وصلا, ووقفوا عليها كذلك موافقة لمصحف المدينة والشام, وافقهم الحسن وقرأ بإثباتها مفتوحة وصلا أبو بكر وكذا رويس من طريق أبي الطيب, ووقفا بالياء الساكنة, وقرأ الباقون وهم: ابن كثير وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف وروح بحذفها في الحالين موافقة لمصاحفهم, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, فخالف أبا عمرو, فهذه ثلاثون ياء, وعن الحسن فتح الخمسة الباقية وهي "لا أملك إلا نفسي وأخي, وسوأة أخي" الثلاثة [بالمائدة الآية: 25، 31] و"اشْرَحْ لِي صَدْرِي" [طه الآية: 25] و"قَوْمِي لَيْلًا" [بنوح الآية: 5] واتفقوا على إسكان ما بقي من هذا النوع وهو خمسمائة وستة وستون ياء نحو: "إني جاعل, واشكروا لي, وأني فضلتكم, فمن تبعني, ومن عصاني, الذي خلقني, ويطعمني, ويميتني, لي عملي, يعبدونني, لا يشركون بي"1.