الطرق المذكورة فلنذكر اتصال سندنا به لكونه الركن الأعظم, فأقول قرأت القرآن العظيم من أوله إلى آخره بالقراءات العشر بمضمون طيبة النشر المذكور بعد حفظها على علامة العصر والأوان الذي لم يسمع بنظيره ما تقدم من الدهور والأزمان أبي الضياء النور علي الشبراملسي بمصر المحروسة, وقرأ شيخنا المذكور على شيخ القراء بزمانه الشيخ عبد الرحمن اليمني, وقرأ اليمني على والده الشيخ شحاذة اليمني وعلى الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي, وقرأ السنباطي على الشيخ شحاذة المذكور, وقرأ الشيخ شحاذة على الشيخ أبي النصر الطبلاوي, وقرأ الطبلاوي على شيخ الإسلام زكريا الأنصاري, وقرأ شيخ الإسلام على الشيخين البرهان القلقيلي والرضوان أبي النعيم العقبي, وقرأ كل منهما على إمام القراء والمحدثين محرر الروايات والطرق أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري بأسانيده المذكورة في نشره1.
وأما طرق القراء الأربعة: فالبزي وابن شنبوذ عن ابن محيصن فعن شبل عنه من المبهج ومفردات الأهوازي, وأما سليمان بن الحكم وأحمد بن فرح عن اليزيدي, فمن المبهج والمستنير, وأما المطوعي والشنبوذي عن الأعمش فعن قدامة عنه من المبهج, وأما البلخي والدوري عن الحسن البصري فعن عيسى الثقفي عنه من مفردات الأهوازي والله تعالى أعلم.
ولما كانت القراءات: بالنسبة إلى التواتر وعدمه ثلاثة أقسام: قسم اتفق على تواتره وهم السبعة المشهورة، وقسم اختلف فيه والأصح بل الصحيح المختار المشهور تواتره كما تقدم وهم الثلاثة بعدها, وقسم اتفق على شذوذه وهم الأربعة الباقية, قدمت قراءة السبعة ثم الثلاثة ثم الأربعة على الترتيب السابق, فإن تابع أحد من الثلاثة أحدا من السبعة عطفته بكذا أبو جعفر مثلا تبعا لكتاب اللطائف, وهو مرادي بالأصل فإن وافق أحد من الأربعة قلت بعد استيفاء الكلام على تلك القراءة وافقهم الحسن مثلا, فإن خالف قلت وعن الحسن كذا مثلا, وهذا في الأصول, أما الفرش فأسقط لفظ كذا غالبا إيثارا للاختصار.
فصل:
في ذكر جملة من مرسوم الخط لكونه أحد أركان القرآن الثلاث على ما تقدم, ونتبعه إن شاء الله تعالى بذكر مرسوم كل سورة آخرها لتتم الفائدة.
وقد سئل: مالك2 رحمه الله تعالى هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من