و"يواري" [الأعراف الآية: 26] و"فَلا تُمَار" [الكهف الآية: 22] فروى عنه أبو عثمان الضرير إمالتها نصا وأداء, وروى عنه الفتح جعفر بن محمد النصيبي, وجعفر هذا هو طريق التيسير, فذكره للإمالة في حرفي المائدة حكاية أراد بها مجرد الفائدة على عادته, لكن تخصيصه لحرفي المائدة دون الأعراف لأوجه له كما في النشر, ولذا تعقب فيه الشاطبي في ذكره حرفي المائدة ثم في تخصيصه لهما كالداني دون حرف الأعراف, والحاصل إن إمالتهما ليست من طرق الشاطبية كأصلها إذ لا تعلق لطريق أبي عثمان الضرير بطريق التيسير كالحرز.
وأمال: الدوري أيضا من طريق أبي عثمان الضرير الألف الواقعة بعد عين فعالى لأجل إمالة الألف بعد اللام فهي إمالة لإمالة من "يتامى، وكسالى، وأسارى، ونصارى، والنصارى، وسكارى"1 وفتحها الباقون عن الدوري في الألفاظ الخمسة.
تنبيه: قولهم هنا لأجل إمالة الألف إلخ ... يؤخذ منه أنه إذا امتنع إمالة الألف الثانية لعارض كالتقاء الساكنين نحو: "النصارى، المسيح، ويتامى النساء" حال الوصل يمتنع إمالة الألف الأولى بعد العين حينئذ؛ لأنها إنما أميلت تبعا لما بعدها وصرح بذلك في الأصل تبعا للنشر لكن عورض ذلك بإمالة حمزة وخلف الراء من "تراءى الجمعان" وصلا مع أن إمالتها لأجل إمالة الألف التي هي لام الكلمة لانقلابها عن ياء, إذ أصلها "ترآءى" كتفاعل وقد امتنعت الإمالة فيها, أعني الألف الثانية لالتقاء الساكنين, ووجهوا إمالة الراء في الوصل باستصحاب حكم الوقف, فكان قياسه إمالة الألف الأولى هنا عملا باستصحاب حكم الوقف أيضا, وأجاب عنه شيخنا رحمه الله تعالى بعد صحة الرواية بأن الراء خواص في هذا الباب ليست لغيرها كما يعلم ذلك من سير كلام في الباب, فقوي استصحاب حكم الوقف بها، ولا كذلك ما هنا.
فصل:
وقرأ: أبو عمرو كحمزة والكسائي وخلف بإمالة كل ألف بعد راء في فعل "كاشترى، وترى، وأرى، فأراه، يفترى، تتمارى، يتوارى" أو اسم للتأنيث "كبشرى، وذكرى، وأسرى، والقرى، والنصارى، وسكارى، وأسارى" إمالة كبرى وافقهم اليزيدي والأعمش.
واختلف: عن أبي عمرو وأبي بكر في "يَا بُشْرَى" [يوسف الآية: 19] فالفتح عن أبي عمرو رواية عامة أهل الأداء وبه قطع في التيسير, ورواه عن أبي بكر يحيى بن آدم من أكثر طرقه, والإمالة المحضة عن أبي عمرو ورواها عنه جماعة منهم ابن مهران, والهذلي ورواها عن أبي بكر العليمي من أكثر طرقه, وقلله عن أبي عمرو بعضهم، وهو