في صفر توفي أبو القاسم العربي بن عبد الكريم العراقي الحسيني. كان خيرا دينا صالحا يشار إليه بالخير والصلاح.
وبعد ظهر يوم السبت حادي وعشري ذي الحجة توفي عبد الرحمان بن التاودي ميّارة، من أولاد ميّارة المعروفين بفاس، العالم المشارك. تولى قضاء مدينة صفرو مدة، وناب عن قضاة فاس آخر عمره إلى وفاته، ودفن بزاوية الشيخ ميارة الكائنة بالدرب الطويل.
وفيه توفي محمد بن علي الفيلالي المعروف بالشيخ ابن علي عند أصحاب الملحون، كان له اليد الطولى في نظم شعر الملحون بفاس، ونظمه عذب سلسل العبارة، وله شهرة تامة بين أصحاب هذا الفن يحفظون جل أشعاره. وكانت ولادته سنة ثلاثين ومائة وألف. وقفت على ملحونه مجموعا في ديوان.
وفيه توفي محمد بن علي ابن يعقوب السوسي. كان علامة مشاركا. ترجمته في كتاب المعسول.
وفيه توفي الطيب بن عبد الرحمان بن محمد زغبوش المكناسي. كان خيرا دينا توفي ببلده.
وفيه أو قريب منه توفي عبد الله بن الحاج علي بركاش الرباطي الأندلسي، الرجل المقدام السياسي. تولى قيادة الرباط، وقبلها النظارة به. توفي في حياة والده.
وفيه أو في العام الذي بعده توفي موسى بن محمد المكي بن موسى بن محمد ابن ناصر الدرعي. كان علامة مشاركا، له نظم بارع في أسلافه ينقل عنه كثيرا صاحب طلعة المشتري؛ وله رحلة منظومة إلى غير ذلك. توفي بعد رجوعه من أداء فريضة الحج بأزرو ذاهبا إلى بلده درعة. وما ذكره صاحب سلوة الأنفاس من كونه هو المدفون بفاس بالزاوية الناصرية وعليه درابزين سبق قلم، لأن ابن عمه محمد بن عبد السلام الناصري ذكر في رحلته الصغرى أنه دفن بأزرو.