فكان سفيرا في كل من العراق وليبيا وإيران والكويت والقاهرة، وكان يتسم بجميل الأخلاق وحميد الصفات. توفي بالقاهرة.
وفي ليلة الأربعاء واحد وعشري رجب توفي محمد بن عبد السلام الفاسي الحلفاوي بمدينة تطوان. طلب العلم بها أولا، ثم تابع دراسته الثانوية بمدرسة النجاح بنابلس بفلسطين وانتقل إلى إسطنبول حيث تابع دراسته في الهندسة المدنية بالجامعة الأمريكية وبعدما أنهى دراسته رجع إلى مسقط رأسه تطوان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف. فعمل كمهندس بالبلدية لمدة وجيزة وعزل عن منصبه بسبب أفكاره السياسية. وكان عضوا رئيسيا في حزب الإصلاح الوطني، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لهذا الحزب، ثم عضوا لدى جامعة الدولة العربية، كما عين من طرف محمد الخامس عاملا على إقليم تطوان. وفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وألف أصبح وزيرا للبريد والمواصلات السلكية واللاسكية، ثم شغل منصب مدير عامّ لشركة الخطوط الجوية الملكية وسفيرا للمغرب في الأرجنتين والشيلي.
وفي يوم الاثنين سادس وعشري حجة توفي بفاس فضيلة الفقيه العلامة السيد عبد الرحمان بن الصديق الغريسي الفيلالي، وهو من البقية القليلة من العلماء الذين حافظوا على وقار العلم وسمت السلف الصالح. كان من المدرّسين المرموقين بجامعة القرويين وتخرّج على يده أجيال وأجيال. ولما ألغي نظام الحلقات وأنشئت كلية الشريعة عين مدرسا بها وبدار الحديث الحسنية، وولي القضاء في فترة قصيرة من حياته كان فيها مثال النزاهة والاستقامة.
وتعد وفاته خسارة للعلم والأخلاق الكريمة.
وفيه توفي محمد بن محمد ابن كيران، الفقيه العلامة المدرس. كان مدرسا بكلية القرويين، وفي أوائل الاستقلال رجع إلى خطة القضاء وسمى مستشارا بمحكمة الاستيناف، ثم تولى رياسة محكمة وجدة، وكان في كل ذلك مثال النزهة والاخلاص. توفي في حادث سيارة كان يركبها ذاهبا من وجدة إلى فاس، ودفن بروضة أولاد ابن كيران الكائنة بالقباب. جعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته. وكانت ولادته عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف.
وفيه توفي إدريس بن محمد بن أحمد بن المختار اليوسفي التاشفيني، من ذرية يوسف ابن تاشفين، الفقيه العلامة المجتهد النفاعة الدؤوب على التدريس الناسك.