في أوائل جمادى الأولى توفي أحمد بن محمد-فتحا-بن أحمد بن العربي البلغيثي الحسني. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف، مشارك مذاكر مطلع يميل إلى الصلاح والذكر والعبادة وعدم الدعوى، لم يتطلع إلى وظيف ولو طلبه لناله. توفي بالدار البيضاء ذهب إليها لأجل الاستشفاء عند بعض الأطباء، ثم نقل إلى فاس ودفن بالقباب.
وفي خامس جمادى الأولى توفي العابد العمراني الحسني، من الشرفاء العمرانيين المشهورين بفاس. كانت ولادته عام تسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف بفاس، وتلقى دراسته الأولى بثانوية المولى إدريس بفاس وطلب علم الصيدلة بالجزائر، وفتح صيدلية بحومة الصاغة من فاس، وبعد الاستقلال انتقل إلى الدار البيضاء، وبها توفي رحمه الله.
في عشية يوم الاثنين سابع عشر جمادى الأولى توفي محمد بن عبد القادر بن محمد الصقلي الحسيني الضرير، لم ير الضوء منذ صغره. كان علامة مشاركا مدرسا تخرج من النظام القروي بتفوق واشتغل بالتدريس والإفادة للطلبة إلى أن أحيل على التقاعد. دفن يوم الثلاثاء أوائل القباب خارج باب الفتوح بعد صلاة الظهر.
في يوم السبت سادس جمادى الثانية شيعت بمقبرة أجدير قرب مدينة الحسيمة بالشمال جنازة المرحوم محمد بن محمد-فتحا-بن عبد الكريم الخطابي الذي توفي على إثر سكتة قلبية يوم الجمعة قبله، وكانت طائرة نقلت جثمانه من مطار القنيطرة إلى مطار الحسيمة ودفن إلى جوار والده محمد-فتحا-حصل على شهادة الباكلوريا قسم الرياضات. وعند فرار عمه من الباخرة التي كانت تنقلهم أثناء عبور قناة السويس كان المترجم يبلغ من العمر الثالثة والعشرين من عمره فالتحق إذ ذاك بالكلية العسكرية المصرية وتخرج منها برتبة ضابط، وفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وألف التحق بالقوات المسلحة الملكية بالمغرب برتبته كمندار حيث جاء مديرا لمدرسة أهرمومّو ثم ذهب إلى مصر القاهرة وعاد إلى المغرب مفتشا للقوات المسلحة برتبة كولونيل إلى أن وافاه الأجل المحترم، تغمده الله برحمته.