في ليلة الخميس رابع عشر محرم الحرام توفي بالدار البيضاء محمد بن عبد الرحمان اللعبي، من أولاد اللعبي المعروفين بفاس. قدمه إلى الوزير الحجوي العباس بناني لأنه كان كاتبا عنده ينسخ له فتاويه بخطه الحسن، وبعد ذلك صار الحجوي يرقيه وسمح له بالدخول إلى التدريس بالقرويين بدون امتحان وتقلب بعد ذلك في عدة وظائف، وأخيرا رياسة المحكمة العليا بمدينة مراكش فلم تحمد سيرته.
في أواسط محرم توفي بمدينة أصيلا عبد السلام بن الطيب الجباري عن سن تناهز السبعين سنة بعد مرض عضال. قرأ بفاس على عدة أشياخ، وكان يعد من علماء أصيلا ومدرسيها يبث النهضة فيها على هدي السلف الصالح ونشر دعوة الإسلام الصحيح، وقد كابد الاستعمار الإسباني وعذب وسجن من أجل ذلك، وتخرج على يده عدة علماء. توفي ببلده وأقبر هناك.
وبلغني أنه توفي له ولد اسمه عبد الجبار بعدما أكمل دراسته بأروبا وحاز الدكتوراة في حادثة الطائرة التي سقطت قرب مدينة طنجة وتوفي من كان بها، فكان ذلك سببا لأسفه وغمه ثم وفاته.
وفي يوم الأربعاء رابع صفر توفي عبد العزيز الكريني الزموري، كان له ذكر وشفوف ومناصب عليا في الجيش المغربي، مع حسن خلق وسيرة حسنة. توفي بفاس ودفن هناك بعد صلاة العصر.
وفي يوم خامس صفر عشية توفي عمر القباج الرباطي، كان يعد من علماء الرباط ووجهائه، له وظيفة بوزارة العدل كعضو في قسم الجنايات، وأخيرا أبعد عن الوظيف سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة وألف ميلادية عند عزل السلطان محمد الخامس لأفكاره الوطنية، ثم أعيد بعد الاستقلال إلى وظيفته مدة وأحيل على التقاعد. دفن صباح يوم الجمعة بمقبرة سيدي الخطّاب هناك.
وفي يوم الأربعاء ثامن عشر صفر توفي أحمد بن الغازي الرباطي عن سن عالية، كان فاضلا عدلا مبرزا خطيبا بالمسجد الأعظم بالرباط كأبيه وجده.