أوله، وعضوية مجلس الاستناف الشرعي، ثم رياسة المجلس العلمي بالقرويين. ولما نفي جلالة الملك أظهر بعض الانحياش إلى ابن عرفة خوفا على نفسه لأنه ألزم بذلك ولم يجد من يرشده مع المرض الذي أصابه أخيرا وهو داء النقطة فكان ربما حمل لركوب الدابة وأنزل منها محمولا.
ولما رجع جلالة الملك قبله وعفا عنه عنه لكنه كان أثقله المرض فلم يعد قادرا على التحرك فلزم داره إلى أن لقي ربه. قرأت عليه كثيرا. وكان في عبارته ضيق فلا يعرف ما يقول إلاّ نجباء الطلبة مع تحقيق وتدقيق وفهم ثاقب واعتراضات صائبة وتحريرات عجيبة. دفن بالقباب له ترجمة في سل النصال.
وفي يوم الاثنين ثامن شعبان توفي العربي بن عبد السلام أكومي، من أولاد أكومي المعروفين بفاس سدنة المولى إدريس-رضي الله عنهما-تولّى القضاء بنواحي مدينة وزان وأخر عنه أخيرا. ويعدّ من العلماء مع بعض المشاركة. دفن بالقباب خارج باب الفتوح.
وفي تاسع رمضان توفي محمد بن التهامي البرنوسي الرباطي، كان رحمه الله منصوفا صالحا من الملامتيين المهدبين، من الآخذين عن الشيخ فتح الله بناني المهتدين بهديه. توفي ببلده الرباط.
وفي أواسط شوال توفي أحمد بن عمر بوستّة المراكشي، من أولاد بوستة المعروفين بمراكش وأصلهم من فاس. العالم المشارك المطلع المقتدر، تولى النيابة عن رئيس المجلس العلمي بكلية القرويين مدة، ثم صار كاتبا مع الخليفة السلطاني بمراكش، وبها توفي ودفن هناك. وقفت له على مقطعات شعرية.
وفي عشري شوال توفي محمد بن الشيخ علي بن الطيب بن الشيخ الأكبر العربي الدرقاوي الحسني عرف بعزيز. تقدمت وفاة والده عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف، هذا الرجل هو أكبر أولاد شيخنا مولاي علي رحم الجميع. كان يحفظ القرآن حفظا متقنا ويعرف رسمه وثابته ومحذوفه. ولما أسست الكتلة الوطنية للدفاع عن حقوق المغرب كان من أول رجالها ودافع بماله وقوته وإيمانه، ولما سجن الوطنيّون المرة الأولى بمدينة تازا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف كان من أولهم مع الزعيم محمد بن الحسن الوزاني والزعيم علال الفاسي وعبد العزيز بن إدريس، وقد مرّ ذكر ذلك في حوادث السنة المذكورة. دفن بالقباب فوق الطريق المحدثة بنحو ثلاثة أمتار أو أربعة رحمه الله.