في ثالث محرم توفي أحمد بن محمد بن المفضل ابن جلون، من أولاد ابن جلون المعروفين بفاس. تقدمت وفاة والده عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف، الفقيه العالم المشارك، يوصف بالخير والدين مع مروءة وإحسان. تولى القضاء بنواحي وزان مدة، فكان مثال الزهد والاستقامة وتوفي بالدار البيضاء محل استيطانه أخيرا، ودفن في روضة أهل فاس هناك. له ترجمة في سل النصال مع صورته.
وفي الساعة الرابعة من صباح يوم الاثنين ثالث عشر صفر توفي الحاج محمد بن عبد السلام بن محمد المقري. تقدمت وفاة والده عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف، الصدر الأعظم بالمغرب لمدة تقرب من أربعين سنة، لأنه تولى الصدارة العظمى حوالي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف، ولقب الصدر الأعظم بالمغرب كان يطلق على رئيس الوزراء، وظل يشغل هذا المنصب مع كبر سنه لأنه بلغ أكثر من مائة وعشرة أعوام. يذكرون أن ولادته كانت حوالي سنة إحدى وستين ومائتين وألف.
كان أولا يقبض المكس بفاس، رشّحه والده لهذه المهمة، ثم صار أحد من يقف على أبنية السلطان المولى الحسن، ثم تدخل في أمور الدولة بعد وفاة الوزير احماد الشهير، فكان ممن حضر زمام تركته بالنيابة عن والده. وبعد ذلك كان ممن حضر مع المولى عبد الحفيظ في توقيع عقد الحماية بعد أن مهد لها في رحلاته إلى فرنسا.
وفي يوم الخميس تاسع ربيع الأول توفي عبد العزيز بن الحاج محمد الغساسي التازي، أصله من مدينة تازا واستوطن فاسا، وسلفه يدّعون الشرف ولا أدري هل هو ثابت لهم أم لا؟ كان عالما مشاركا وتولى القضاء في عدة نواح بالبادية، وأخيرا تولى قضاء مدينة طنجة وبقى بها مدة قليلة وتوفي بها ودفن هناك.
وفي يوم الثلاثاء حادي وعشري ربيع الأول بعد العصر توفي محمد بن الطاهر بن محمد السوسي، من أكبر علماء سوس، وهو من أشياخ الشيخ المختار السوسي. توفي بسوس.
وفي الساعة الخامسة من صباح يوم الاثنين ثاني وعشري جمادى الأولى توفي الطايع بن الشيخ أحمد بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي. تقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف، العالم العلامة المشارك المحقق المدقق المفتي المدرس، تولى التدريس بالنظام القروي من