وفي يوم السبت سابع وعشري جمادى الأولى توفي عامل مدينة وجدة محمد-فتحا-ابن العالم في حادثة سيارة كان يركبها قرب مدينة تازا على بعد اثنين وثلاثين كيلو ميترا. كان يعد من العلماء. تولى القضاء بمدينة وجدة، والعضوية بمجلس الاستناف الشرعي، وأخيرا عمالة وجدة ونواحيها لأن أصله من هناك، ولم يلبث إلاّ قليلا. حمل من يومه إلى الرباط ودفن من غده بزاوية القادريين. كان له ميول إلى جلالة الملك زمن المحنة.
وفي أوائل جمادى الثانية توفي محمد بن حساين النجار السلوي، من أولاد النجار المعروفين بسلا. يعد من رجال العلم بها، مع الدّين المتين والصلاح والنسك. دفن ببلده سلا.
في حادثة سوق أربعاء الغرب المشؤومة قتل الوطني المخلص الكبير العربي السفياني السلاوي، من رؤساء حزب الشورى والاستقلال، ومعه عدة شخصيات أخرى حتى أطفال الكشافة بسبب التعصب الحزبي المقيت.
وفي الساعة الثانية والنصف من يوم الاثنين ثامن رجب توفي الحاج التهامي بن محمد إبيبض الأكلاوي باشا مراكش. تولى باشوية مدينة مراكش ونواحيها منذ وفاة أخيه المدني الأكلاوي عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، لأنه بعد وفاة أخيه المذكور استولى على ماله وجاهه قهرا، وأخذ زوجته بنت الصدر الأعظم محمد المقري، وشرّد أولاد أخيه المدني، ودفن بضريح الشيخ محمد بن سليمان الجزولي بحومة رياض العروس بمراكش.
وفي أوائل رجب توفي أحمد بن محمد المعروفي الفاسي. من أهل الجذب يحمل في عنقه عدة سبحات كبيرة وصغيرة، يتجول كذلك في الأسواق ويخبر بأشياء تقع كما قال. وكان يسبّ الخونة ويلعنهم بأسمائهم حين اشتدّت الأزمة السياسية وقبلها. وكنت أصادفه في بعض الطرقات فيشدّ على يدى وينطلق في الشتم والسب ويقول لي: فلان فعل كذا، وفلان كذا ممن يوالون الاستعمار، هؤلاء مسلمون؟! حاشا الله. دفن بالقباب.
وفي عشية يوم الخميس ثامن عشر رجب توفيت الآنسة ثريا بنت عبد الواحد الشاوي أول طيارة مغربية على يد الإرهابيين الاستعماريين عند خروجها عن محل سكناها مع أبيها بالدار البيضاء. وهذه الفتاة تعلّمت سياقة الطيران على حداثة سنها وحازت بذلك قصب السبق.
ولما وصل جلالة الملك محمد الخامس من منفاه إلى عاصمة ملكه الرباط كانت تحلّق بالطائرة على مطار سلا وعلى أي محل مرّ به الموكب الشريف وعلى قصره العامر وتطلق على