وفي عشية نفس اليوم توفي بالرباط محمد بن محمد البكاري، من أولاد البكاري المعروفين بفاس، كان علامة مطلعا شاعرا مقتدرا متضلعا، تقلب في عدة وظائف مخزنية، منها خليفة وزير العدليّة، وأخيرا رياسة المالية وعليها توفي بمحل سكناه بالرباط. له ترجمة في سل النصال.
وفي أوائل ربيع الثاني توفي بومدين بن المنور البودشيشي القادري نزيل بني إزناسن قرب مدينة وجدة. الشيخ المربي الشهير، له أتباع كثيرون بجل مدن المغرب. دفن بقرية تبعد عن أبركان بنحو اثني عشر كيلو ميترا. ويذكر عنه أنه كان يقول: لا يستقل المغرب إلا بعد وفاتي، فتم استقلال المغرب فعلا بعد وفاته بيومين.
في يوم الجمعة رابع ربيع الثاني توفي محمد الهاشمي بناني الفاسي أصلا ثم الأقاري.
ذهب بعض سلفه إلى أقّا بسوس الأقصى واستوطنها لأجل التجارة. العلامة المشارك القاضي ببلده أقّا، له عدة تآليف طبع البعض منها، وله أنظام وأشعار، وهو أحد المقرظين لكتابنا دليل مؤرخ المغرب الأقصى، لأني كنت اجتمعت معه بفاس. توفي ببلده له ترجمة في سل النصال.
وفي يوم السبت رابع وعشري ربيع الأول توفي عبد الأحد بن عبد الحي بن الشيخ عبد الكبير الكتاني الذي كان قاضيا بأحواز الدار البيضاء، وهناك أطلق عليه الفدائيون الرصاص فلم يمت وبقى بسببه يعاني ألوان الآلام إلى أن لفظ نفسه الأخير في التاريخ أعلاه. كان يحسن الترسل والإنشاء ويقول الشعر حتى عدّ من الشعراء النجباء غير أنه انحرف تبعا لأبيه.
وفي يوم الأحد تاسع عشر جمادى الأولى توفي الحسن بن محمد المنوني المكناسي، العلامة المشارك الميقاتي المطلع. توفي ببلده مكناس بعد مرض طويل أكثر من ثمانية أعوام ودفن هناك، له ترجمة في سل النصال.
وفي يوم الثلاثاء حادي وعشري جمادى الأولى توفي الحسين-بالياء-الزعري السلوي من آخر الرجال الذين بعثهم السلطان المولى الحسن إلى أوربا لأجل تلقى العلوم العصرية، فكان يتقن عدة لغات إلى جانب العربية كالفرنسية والإيطالية، ويعد من أصحاب الرأي المستنير.
توفي بمسقط رأسه سلا.