وفي عاشر جمادى الأولى وقع اجتماع رجال الطرق بمدينة مكناس تحت رياسة محمد ابن الحبيب الفيلالي الأمغاري حضره جملة وافرة من دعاة الاستعمار ورؤساء الطرق المنحرفين وبعض الباشوات والقواد، وذلك لأجل عزل جلالة الملك في الخفاء، وظاهرا باسم الدّين وهداية الناس إلى الإسلام وخاصة الشباب.
وفي يوم الاثنين ثامن جمادى الثانية وقع اجتماع بمراكش لأصحاب الطرق مثل ما وقع بمكناس، وذلك بقصر الباشا الأكلاوي بأمر من الاستعمار ضدا على جلالة الملك محمد الخامس.
وفي يوم الخميس تاسع ذي الحجة عامه موافق 20 غشت 1953 بعد الزوال، توجّه المقيم العام كيوم مع جماعة من الحرس وبعض حاشيته إلى القصر الملكي العامر الذي كان محاصرا من قبل قوات الحماية وطلب من جلالة الملك أن يتنازل عن العرش فامتنع، فطلب منه أن يخرج من القصر فامتنع أيضا فتقدم إليه الحرس الفرنسي المسلح وأخرجوه منه قهرا وهو في ملابسه الصيفية محفوفا بولديه الأميرين المولى الحسن ولي عهده والمولى عبد الله إلى المطار العسكري بسلا فنقلتهم الطائرة إلى جزيرة كورسيكا.