وفي صبيحة يوم الثلاثاء حادي وعشري حجة توفيت الياقوت والدة جلالة الملك محمد الخامس بمدينة فاس، وقد أخفت الحكومة وفاتها حتى دفنت لكي لا يحضر الفاسيون جنازتها، ولو سمعوا بوفاتها لطلعوا إلى الجنازة عن بكرة أبيهم محبة في ولدها السلطان الشرعي للبلاد.
وفيه توفي عمر بن العباس بن المكي الجعايدي، كان له جوق طرب الآلة من أشهر الأجواق بفاس، ثم طلب منه أن يذهب إلى الرباط لأجل أن يعلم إماء السلطان طرب الآلة وبقى على ذلك إلى أن توفي بالرباط ودفن هناك.
وفي تاسع وعشري صفر موافق 18 نونبر سنة 1952 أقيم عيد العرش الفضي لجلالة الملك محمد الخامس، وهو العيد الخامس والعشرون لجلوس محمد الخامس على عرش أسلافه المكرمين، وكان الحفل بهيجا وقدمت له عدة هدايا وتحف ثمينة.
وفي يوم الأحد عشري ربيع الأول وقعت فتن في الدار البيضاء مات بسببها خلق كثير ينيف على مائتين، أثار ذلك الاستعماريون مدعين أن تلك الفتن قام بها الوطنيون الذين يسايرون الشيوعية، والحقيقة أنها مجرد تخويف للشعب لكونه طلب الاستقلال وتسربت تلك الفتن إلى الرباط وبني ملال وغيرهما من المدن.
وفي يوم الاثنين ثاني وعشري ربيع الأول صدر الأمر من السلطة العسكرية بإيقاف أربع جرائد كانت تصدر بالمغرب من قبل الهيئة الوطنية، وهي جريدة العلم، وجريدة المغرب، وجريدة الاستقلال، وجريدة الرأي العام.
وفي أول يوم من ربيع الثاني ألقي القبض على عدة شخصيات بارزة من الوطنيين بجميع مدن المغرب يقرب عددهم من خمسمائة فرد بين رجال ونساء، وعزل عدة قواد وباشوات كان لهم الميل إلى جلالة الملك محمد الخامس والإخلاص للعرش العلوي.