في يوم السبت رابع عشر محرم الحرام توفي محمد-فتحا-بن الطيب الحلو، من أولاد الحلو المعروفين بفاس. كان من العدول بفاس ثم تولى الكتابة بالمجلس العلمي بكلية القرويين، ثم عين قاضيا بقبيلة الشراكة أحواز فاس، ثم قاضيا بقبيلة الجيش حوز مدينة مراكش. ولما أثقله المرض أتى إلى فاس وتوفي بها ودفن بروضة العلميين داخل باب عجيسة قرب الشيخ المزالي.
وفي صباح يوم الخميس تاسع عشر محرم توفي أحمد بن محمد الحبابي موقت منار جامع القرويين، وهو من أولاد الحبابي المعروفين بفاس البلدين. كان منحاشا للفرنسيين، وأخيرا عين خليفة لباشا مدينة فاس منفذا للأحكام الصادرة عن غيره. دفن بالقباب وحضر جنازته العسس ومقدمو بعض الحارات وبعض شرط الحكومة.
وفي سابع وعشري محرم توفي محمد بن قاسم الفيجيجي الدرقاوي طريقة بمدينة مكناس مسقط رأسه. علامة صوفي من رجال الدّين وأنصار الطريقة الدرقاوية وعميد طائفة كبيرة منها بمكناس. كان يأكل من كدّ يديه وتوفى بمكناس.
وفي عشية يوم الخميس خامس جمادى الأولى توفي محمد-فتحا-بن عبد الله ملين الرباطي. من أولاد ملين المعروفين بالرباط. العلامة المشارك وزير الأحباس بالمغرب مدة، ودفن من غده بعد صلاة الجمعة بضريح سيدي الضاوي بالرباط. له تآليف، منها كتاب الأخلاق والتوحيد؛ وله المناهج السارية للبهجة المرضية؛ وله شرح على الألفية.
كانت ولادته عام ثلاثة وثلاثمائة وألف وقد بذل أهله كل ما في استطاعتهم لأجل أن يحضر ولده الأستاذ محمد الرشيد ملين جنازته لأنه من المحكوم عليهم بالنفي على أن يرجع إلى منفاه بعد الدفن، فلم يجدوا آذانا صاغية ولا قلوبا واعية لا من رجال الحكومة ولا من غيرهم، وكل واحد منهم يسوّفهم ويحيليهم على الآخر بعد التأسف على موته.
وفي حدود الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم الأربعاء السادس والعشرين من جمادى الأولى توفي محمد-فتحا-بن مبارك الهلالي المكناسي، العلامة المشارك المفتي الشهير، من آخر من كتب الفتوى على النهج القديم. توفي بمكناسة الزيتون مسقط رأسه، ودفن بزاوية الصادقيين هناك.