المقري يأمره أن يكتب رسالة إلى الباشا الأكلاوي يوبخه ويخبره بأنه لن يسمح له استقبالا بالمثول بين يدي جلالة الملك.
وفي يوم الجمعة حادي وعشري ربيع الأول خرج الخطيب للخطبة بجامع القرويين وهو محمد ابن محمد-فتحا-مزّور، من أولاد مزور المعروفين بفاس، نيابة عن خطيبها الفقيه العدل أبي العلاء إدريس بن أبي جيدة الفاسي الفهري لكونه كان مريضا، وصعد إلى المنبر. ولما رآه الناس خرجوا جميعا من المسجد عن بكرة أبيهم، ولم يبق أي واحد منهم وبقي الخطيب وحده وبطلت صلاة الجمعة، وذلك أن مزور المذكور كان ممن وقّع على العريضة التي تقوم بها الحكومة ضد جلالة الملك لخلعه عن العرش وتولية غيره ظنا منها أن بسبب ذلك يرجع الشعب عن طلب حقوقه المشروعة.
وفي يوم الاثنين ثاني رجب موافق تاسع أبريل سنة 1951 ثم الاتفاق بمدينة طنجة بين الأحزاب الأربعة الموجودة بالمغرب،: حزب الاستقلال الذي يرأسه الأستاذ محمد علال بن عبد الواحد الفاسي، وحزب الشورى والاستقلال الذي يرأسه محمد بن الحسن الوزاني، وحزب الوحدة الذي يرأسه الأستاذ محمد المكي بن اليماني الناصري، وحزب الإصلاح الذي يرأسه الأستاذ محمد الطريس التطواني، وذلك على يد الزعماء الذين أتوا من مصر القاهرة إلى مدينة طنجة وسمى الجميع حزب الوحدة المغربية وان كان هذا الاتفاق لم يعش طويلا.
وفي هذه الأيام الأخيرة صدر الأمر من المقيم العام بالمغرب جوان ونفذ في أول يوم من شهر غشت العجمي سنة 1951 بترك الرقابة عن الجرائد في المغرب باللغة العربية، وإن ما يخل منها بالنظام الصادر بالظهير المؤرخ بعام أربعة عشر وتسعمائة وألف فان مدير الجريدة يعاقب بذعيرة تتراح ما بين مائة وخمسين ألف فرنك إلى مليونين من الفرنكات.