وفيه توفي محمد ابن عبود التطواني في حادث طيارة كان يركبها. الأديب المطلع النابغة، له كتاب مركز الأجانب في مراكش، تكلم فيه على ما يتعلق بالامتيازات التي جعلت الأجانب يستترون بخيرات البلاد ويستعبدون أبناءها، وقد طبع في جزء وسط.
وفي صباح يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر أصبحت مدينة فاس مكسوة بالثلج في منظر عجيب متأثر.
وفي يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الأولى وقع النداء في الأسواق بفاس بأمر من السلطان بأن تكون صلاة الجمعة المقبلة وما بعدها بجامع القرويين على الساعة الثانية عشرة والربع بدلا من الساعة الواحدة وثلث الذي كان عليه العمل من قبل منذ تأسييها، بدعوى أنّ الناس تضرروا من ذلك.
وفي عشية يوم الاثنين ثاني عشر منه وقع سيل عظيم بمدينة صفرو أتى على بعض الدور والحوانيت بها وبعض المصانع، وكانت الخسارة عظيمة في الأموال والأشخاص والدواب.
وفي يوم الثلاثاء بعده وقع مثل ذلك بفاس، ولكن الخسارة كانت أقل من خسارة مدينة صفرو، ولم يقع بها موت.
وفي يوم الخميس ثاني وعشري ذي الحجة موافق خامس أكتوبر سنة 1950 سافر جلالة الملك محمد الخامس إلى عاصمة باريز لأجل المفاوضة مع الدولة الفرنسية في مصير المغرب وتبديل الوضعية الحالية، وتعتبر رحلة ودية لكون الحالة كانت متوترة بينه وبين الإقامة العامة.
وحينما وصل إلى باريز قدّم مذكرة للحكومة الفرنسية يطالب فيها بإلغاء الحماية. وبعد الدراسة والمناقشة له تقبل الحكومة مبادئ طلبه وأحالت ذلك على لجنة تعينها الحكومة من قبلها دون غيرها. فلما رأى ذلك رجع إلى المغزب، فأكثر الفرنسيون من الاحتفالات به ليساعدهم على خطتهم لكنه أبى مساعدتهم لأن ذلك مخالف لمطالب شعبه.
ولما رأت الدولة الفرنسية أن الأمر صار مطالبة جدية من جلالة الملك وشعبه وأن جلالة الملك صرح بطلب الاستقلال لم يبق للحكومة سوى أن تقابل ذلك بالعنف والشدة أو تلبي مطالب