وفي توفي الصديق الأجراوي المكناسي، العالم الأستاذ المشارك، يحفظ السبع مع إتقان وتفنن. توفي ببلده.
وفي خامس عشر جمادي الأولى موافق سابع أبريل سنة 1347 وقع حادث بسيط في أحد أزقة الدار البيضاء فاستغلّه رجال الحماية لأجل عرقلة رحلة جلالة الملك محمد الخامس إلى مدينة طنجة التي كان على أهبة السفر إليها. وذلك أن بعض جنود فرقة سينيكال هجموا على المارة من المغاربة بدعوى أن بعضهم سبهم وصاروا يقتلون ويجرجون وفتكوا ببعض المرضى.
ولما سئل المسؤولون عن ذلك أجابوا بأنهم لأعلم لهم بذلك وإنما فعل ذلك جنود سينيكاليون ستحقق معهم الحكومة وتعاقبهم.
ولما وصل خبر ذلك إلى جلالة الملك لم يثن عزمه على مراده من الرحلة إلى مدينة طنجة، فسافر إليها بعد ذلك بثلاثة أيام، وكانت رحلة موفقة اعتبر خطابه الذي ألقاه بها حدثا بارزا في تاريخ المغرب وتاريخ الحماية وسياسة فرنسا التي تريد من المغرب فقد حياته بين الدول العربية، وأشاد في نفس الوقت بطموح شعبه إلي الحرية والاستقلال.
وفي أواخر جمادى الثانية موافق تاسع عشر مايو سنة 1947 رفعت الراية المغربية وحدها فوق القصر الملكي العامر بالرباط، وذلك في احتفال مؤثر حضره صاحب الجلالة الملك، لأنها كانت قبل ترفع مع العلم الفرنسي، وسمي ذلك اليوم بيوم الراية المغربية.
وفي أوائل رجب موافق شهر يونيو سنة 1947 وصل الزعيم الأكبر المجاهد الأشهر الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي العمري إلى عاصمة مصر القاهرة بعد ما بقي في منفاه هو وإخوانه وعائلته أكثر من عشرين عاما كما تقدم. وسبب دخوله إلى القاهرة حسبما ذكرت الأخبار أمر عجيب، ذلك أن الحكومة الفرنسية أصدرت أمرا بنقله من منفاه بالجزيرة التي كان فيها إلى محل عينته بفرنسا. فلما وصل إلى ميناء بور سعيد طلب من رئيس الباخرة التي كانت تقلّه أن ينزل إلى بور سعيد لأجل التفسح به ساعات لأن الباخرة قررت الوقوف بالميناء مدة، فأذن له رئيس الباخرة بالنزول وحينما نزل طلب من حاكم بور سعيد الإذن له من ولاة مصر بالبقاء في التراب المصري، فأذن له ذلك. وبينما رئيس الباخرة ينتظر رجوع ابن عبد الكريم إلى الباخرة إذا به يجد السجين قد صار حرا طليقا وأراحه الله من قيود الاستعمار. وأما