وفي ربيع الثاني توفي المهدي بن محمد غريّط الأندلسي المراكشي. كان كاتبا مقتدرا، ولي وزارة الخلافة بمدينة مراكش مدة إلى أن توفي بها.
وفي يوم الأحد ثالث وعشري شعبان توفي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج الأنصاري، قاضي مدينة سطات، العلامة المشارك المطلع المدرس الناظم الناثر، له عدة تآليف مختلفة جامعة طبع البعض منها على الحروف، منها صرف الجامعة؛ وشرحها؛ ورياض السلوان فيمن اجتمعت بهم من الأعيان؛ وكشف الحجاب عمن تلاقي مع القطب التجاني من الأصحاب؛ ورفع النقاب بعد رفع الحجاب؛ ومنهل الورود الصافي في علم العروض والقوافي؛ ونظم نقاية السيوطي؛ ونظم شفا القاضي عياض. وله عدة دواوين، إلى غير ذلك من التآليف المفيدة.
كان يعتقد الطريقة التجانية ويشيد بها ويؤلف في التنويه بها، والترجمة لأصحاب الشيخ التجاني، وبلغني أنه كان في مجلس من العلماء فصار البعض منهم ينقّص من قدر الشيخ التجاني فلما سمع ذلك منه قام وقال حرام الجلوس في محفل ينقص من قيمة الشيخ التجاني وأقسم ألا يجلس هناك.
توفي بمراكش في أحد مستشفياتها، ودفن داخل قبة الشيخ عياض. له ترجمة في سل النصال.
وفي يوم الأربعاء سادس وعشري شعبان توفي محمد بن عبد السلام البريهي، ينتمي إلى شعبة الوداغير الحسينيين بفكيك. رئيس المطربين بمدينة فاس بل والمغرب كله، وحامل راية الطرب الأندلسي، فكل من له ذوق سليم وسمعه يطرب مع أهل جوقنه المختارين تأثر وظل صامتا منصتا بالرغم على أنفه وكأنّ روحه انفصلت عن جسمه. دفن بالقباب، وتقدمت وفاة والده عام أحد عشر وثلاثمائة وألف.
وفي يوم الخميس سابع وعشري شعبان توفي محمد-ضمّا-بن الشيخ محمد-فتحا- القادري الحسني. كانت ولادته عام تسعة وتسعين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف. كان خطيبا بمسجد باب عجيسة من وفاة والده. ترجمة في سل النصال.
وفي الساعة الثالثة والثلث من صباح يوم الأحد رابع وعشري شوال ختمت أنفاس الشيخ عبد الله بن إدريس بن أحمد العلوي الشهير بالفضيلي. كانت ولادته عام أحد وتسعين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف. الشيخ الإمام حامل راية المحققين والمدققين من علماء القرويين في وقته، المشارك الثاقب الذهن، يدرك العاني الدقيقة،