في أواسط محرم توفي أحمد بن محمد الصبيحي السلاوي. كانت ولادته عام ثلاثمائة وألف، وكان علامة مشاركا مقتدرا، تولى النظارة في عدة جهات بالمغرب له باكورة الزبدة في تاريخ أسفي وعبدة؛ وله رحلة إلى الحج؛ وتاليف في بعض عوائد أهل المغرب؛ وجمع بعض بعض أمثال أهل مدينة سلا، إلى غير ذلك من التآليف. توفي ببلده وكان ينتحل الشعر. وربما أجاد.
له ترجمة في سل النصال مع صورته.
وفي مظاهرة دامية بفاس أصيب عبد العزيز بن الحسن بو طالب الحسني، الأستاذ المطلع الجامع بين اللغتين مع تيقظ وانتباه، الوطني المدافع عن بلده ودينه بكل جد وحماس ضرب أثناء المظاهره بالرصاص في وجهه وحمل إلى داره فلفظ نفسه الأخير شهيدا دفن بروضة الشيخ علي بن أبي غالب بحومة صريوة داخل باب الفتوح.
وفي ثامن صفر توفي حبيب الله الشنجيطي الشهير العلامة الكبير. توفي بمصر. له مؤلفات، منها زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم.
وفي أواخره توفي عبد الكريم بن محمد بن المكي الوزاني الحسني، من شرفاء أهل وزان الطيبين. قال في ذكريات من ربيع الحياة (ص.92) الشريف الكريم الأخلاق الطيب الأعراق القليل النظير في الكرم والجود. دفن بضريح جده هناك.
وفي أوائل ربيع الأول توفي محمد بن عثمان القبلي الحسني بمدينة سطات، كان علامة مطلعا مشاركا كاتبا مقتدرا مشتغلا بإدارة الأحباس بفاس، ثم نقل إلى الرباط بوزارة الأحباس، وتوفي بسطات الذي ذهب إليها لصلة الرحم. له ترجمة في سل النصال.
وفي خامس ربيع الثاني توفي عبد الرحمان بن بناصر بريطل الرباطي. كان علامة مشاركا نوازليا مطلعا، تولّى القضاء في عدة نواح من المغرب، وأخيرا قضاء مدينة أزمور، وقبل ذلك مدينة العرائش والجديدة وقبيلة المذاكرة وأولاد حريز وغير ذلك. بلغني أن له نوازل في مجلدين. توفي بالرباط ودفن بالزاوية الوزانية هناك.