وفي صباح يوم الخميس ثاني شعبان توفي محمد بن محمد بن رشيد العراقي المدعو سيدهم. كان عالما مدرسا مشاركا وتولى القضاء في بعض القبائل الجبلية بعد وفاة أبيه، وكان ينوب عنه في بعض الأحيان. له تاليف في برور الوالدين. دفن مع والده، له ترجمة في سل النصال مع صورته.
وفي حادي عشر رمضان توفي محمد بن محمد السوسي، العلامة المدرس المطلع. له ترجمة في كتاب المعسول.
وفي عشية عيد الفطر فاتح شوال توفي عمر بن محمد بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. ولد عام ثمانية وثمانين ومائتين وألف. العلامة المشارك المدرس الخطيب المصقع كثير التدريس والإفادة. تولى الخطابة بجامع الرصيف في حياة والده وبعدها إلى أن توفي. وهو من أول من أدخل النظام يدرس فيه إلى وفاته. دفن بزاوية جده أسفل العقبة الزرقاء. له ترجمة في سل النصال مع صورته.
وفي صباح يوم الجمعة ثالث عشر قعدة توفي عبد الله بن عبد القادر الحبابي. كان مشاركا فرضيا حيسوبا مطلعا، له اليد الطولى في التوثيق. تولى توقيت منار القرويين مدة إلى أن توفي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف. له ترجمة في سل النصال.
وفي ليلة تاسع وعشري قعدة توفي إدريس بن المختار بن عمر الورزازي، علامة مشارك تولى القضاء مدة. ترجمته في كتاب المعسول.
وبعد غروب يوم عيد الأضحى عاشر حجة متم عامه توفي أحمد بن الحاج المجذوب بن عبد الرحمان بن عبد الكريم الجابري اللمطي، من أولاد الجابري المعروفين بفاس، لهم شهرة بفاس قديمة. الفقيه العالم المشارك المطلع، له ولوع بشراء الكتب واقتنائها على اختلاف الفنون، وكان يعرف جل خطوط علماء فاس المتأخرين منهم، وخطوط النساخ الذين كانوا يتعاطون مهنة النساخة بفاس، وقد جمع من ذلك خزانة لا بأس بها حتى إنها كانت تعد بفاس من أغلى الخزائن، وقد حبسها على أحفاده آخر عمره رحمه الله. وفي هذه الأيام الأخيرة بلغني أن أولاده صاروا يبيعونها متفرقة ولم أدر ما سبب ذلك.
دفن بزاوية الولي المحجوب التي صارت تسمى الآن زاوية الشيخ محمد بن علال الوزاني بحومة عين أجلت بالزنجفور.