وفي ليلة الخميس سابع شوال توفي محمد بن الصديق الغماري الحسني نزيل مدينة طنجة، الشيخ الإمام العلامة الصوفي المحدث المشارك المطلع الحجة الشهير، له أتباع وتلامذة في جل أنحاء المغرب. ألفت في مناقبه تآليف عديدة، منها حادي الرفيق بمناقب الشيخ محمد ابن الصديق لبعض تلاميذه؛ وسبحة العقيق؛ واختصاره التصور والتصديق؛ ونسمات وادي العقيق إلى غير ذلك. انظر كتابنا دليل المؤرخ المغرب الأقصى. توفي بمدينة طنجة مسقط رأسه، ودفن بزاويته هناك.
وفي يوم الاثنين خامس وعشري شوال توفي عبد السلام بن محمد السرغيني، العلامة المدرس الفصيح المقتدر. ولى التدريس بالمدرسة الثانوية بفاس مدة، ثم تولى القضاء ببلاد السراغنة، وبقي هناك إلى أن توفي بها. له ترجمة في سل النصال مع صورته.
وفي فجر يوم الثلاثاء ثالث قعدة توفي عمر بن عبد الكريم التازي وزير المالية وأمين الصاير زمن المولى عبد العزيز. يذكر عنه أنه لم يحافظ على بيت مال المسلمين. ولما بسطت الحماية يدها على المغرب أسندت إليه بعض الوظائف، وأخيرا ترك ذلك كله لغيره لأنه لم يخلف ولدا. ودفن بأحد الزوايا بالرباط.
وفي سابع وعشري قعدة توفي الطالب بن عثمان بن الطالب بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة عن سن عالية، تقدم ذكر سلفه. كان علامة مشاركا مطلعا له الخط الحسن، والهدي المستحسن، نسخ عدة كتب بخط يده، منها الكتب الستة مرارا، دفن بزاوية جده بزقاق البغل.
له ترجمة في سل النصال.
وفي صباح يوم الخميس ثامن وعشري قعدة توفي محمد بن عبد الهادي السلاوي، من أولاد السلاوي المعروفين بفاس، العالم المشارك الخطيب، أخذ عن الشيخ محمد بن جعفر الكتاني، له مجموعة خطب في المحلات التي كان يخطب بها من زاوية الناصري وجامع الشرابليين وجامع باب عجيسة؛ وله ختمة المرشد المعين، توفي عن نحو سبعين سنة، ودفن بباب الحمراء داخل روضة ابن عباد.
وفي سادس عشر حجة متم عامه توفي محمد دعي حدّو بن عبد الهادي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة، الشيخ الصوفي المتبتل، كان يعطي الطريقة في زاوية جده الكائنة بالعقبة الزرقاء التي استقر بها، له حكم ومواعظ، حسن الخلق، تقدمت وفاة والده عام اثنين وتسعين ومائتين وألف. له ترجمة في سل النصال.