في يوم الأربعاء الموفي عشرين من صفر توفي الفاطمي بن المقدم محمد الشرادي، يعرفون بأولاد بوعصا. علامة مشارك كثير التدريس والإفادة، تولى القضاء بنواحي سوس مدة، والنيابة عن رئيس المجلس العلمي بفاس بعد رجوعه من القضاء إلى أن توفي، ودفن مع شيخه أحمد بن الخياط بزاويته بالرميلة. له ترجمة في سل النصال.
وفي رابع ربيع الأول توفي محمد بن عبد السلام بن عبود المكناسي ثم السلاوي. علامة صوفي مذاكر كثير الحجة والبرهان واسع المعرفة والاطلاع شهير بين الناس. له رسائل صوفية شهيرة بين أيدي أتباعه. ألف في مناقبه الشيخ أحمد حجي السلوي نزيل الدار البيضاء تأليفا سماه مواهب الملك المعبود لتعديل مرائي أحمد حجي والتعريف بشيخه ابن عبود. كانت ولادته حوالي عام اثنين وسبعين ومائتين وألف. دفن بزاويته بحي برمادة بسلا، له ترجمة في سل النصال.
وفي ربيع الثاني توفي المهدي بن عبد السلام بن المعطي متجينوش الرباطي. العلامة المشارك الموقت المعدل المؤلف، صار شيخ الجماعة بالرباط، له شفاء الغليل على فرائض خليل؛ والتبصرة في علم الحساب؛ وتحفة السلوك منظومة في علم التوقيت والحساب فريدة في بابها؛ وشرحها، إلى غير ذلك من التآليف. له ترجمة في سل النصال.
وفي حادي عشر شعبان توفي محمد بن محمد بن عبد القادر بن عبد الواحد بناني المعروف ببناني الديوان، لكونه كان إماما بجامع الديوان. علامة مشارك كثير التدريس والإفادة، تولى النيابة عن قاضي فاس الجديد مدة، له حاشية في الاستعارة؛ وتاليف في نون التوكيد. دفن بروضة الشيخ المزالي داخل باب عجيسة، له ترجمة في سل النصال.
وفي ثالث رمضان توفي محمد بن المهدي ابن سودة. كانت ولادته عام سبعة وخمسين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائتين وألف. علامة مشارك مطلع مدرس محقق، كان خطيبا بجامع الرصيف مدة، وله تآليف، منها: شرح على رائية اليوسي في رثاء الزاوية الدلائية، في ثمانية أسفار أطال فيه؛ وله شرح على الألفية في مجلد؛ وله مجموعة مذاكراته مع أقرانه وأشياخه في شبه مذكرة. ومنذ دخلت الحماية إلى فاس ما خرج من داره إلى أن لقي ربه، وأناب عنه في الخطبة ولده الشيخ عمر الآتي الوفاة عام تسعة وخمسين وثلامائة وألف. دفن بزاوية والده بالعقبة الزقراء في التقويصة الثانية، له ترجمة في سل النصال.