في ربيع الأول توفي ابن علي-اسما مركّبا-بن مسعود الحسناوي المحمدي السحيمي، العالم المشارك المفتي المطلع النوازلي الأستاذ المجود. كان يحفظ السبع بإتقان، وينوب عن سيدنا الجد أحمد قاضي مكناس بقبيلة بني حسن وما أضيف إليها مدة، وكان بيده عصا إذا خالف أحد حكمه ولم يمتثل لتنفيذه ضربه بها، فكان يلقب ببوعصى. دفن ببني حسن.
وفي يوم الجمعة سابع وعشري جمادى الأولى توفي أحمد بن محمد العالم القادري الحسني، من علماء الرباط. تولى عدة وظائف مخزنية ودفن بزاوية القادريين هناك، له حاشية على شرح مياره الصغير سماها فتح القدير، إلى غير ذلك من التآليف.
وفي يوم الاثنين الموفي عشرين من رجب توفي محمد بن محمد المزغراني. كان مشاركا مطلعا أستاذا مجودا، له الخط الحسن في غاية الجودة والإتقان، وكان إماما بالمولى إدريس بن إدريس نيابة عن سيدنا الجد العابد مدة. دفن بروضة الشاميين بالقباب. له ترجمة في سل النصال.
وفي ثاني وعشري رجب توفي أحمد الفيلالي المعروف بالدقاق، الفقيه العلامة المشارك التقي الصالح، كان يحفظ السبع بفهم وإتقان وحسن النطق، وكان يؤمّ بالمولى يوسف مدة إلى أن توفي.
وفي ثامن عشر رمضان توفي محمد بن عبد القادر العبّادي. علامة مشارك مطلع له الغاية في سر الحرف وخواص الأسماء، يشار إليه بالخير والصلاح.
وفي رابع وعشري رمضان توفي أحمد دعي الهيبة بن الشيخ ماء العينين. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف، يميل إلى الخير والدين والصلاح، له نخوة وأبهة وذكر وجاه ومال وسماع كلمة، ورث ذلك عن أبيه. قام بعد دخول الدولة الحامية إلى المغرب بالقطر السوسي مدافعا عن استقلال البلاد حتى وصل إلى مراكش، ولكن قضت الأقدار بعدم نجاح حركته لكثرة الخونة. توفي بتيزنيت.