وفي يوم الجمعة ثاني عشر رمضان توفي عبد الرحمان بن عبد النبي بن المجذوب الفاسي الفهري، العالم العلامة المشارك الخطيب الواعظ، خطب بجامع القرويين مدة. كانت ولادته عام ستين ومائتين وألف. توفي في مدينة العرائش التي ذهب إليها أخيرا.
وفي شهر رمضان توفي المهدي بن رشيد بن محمد العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام اثني عشر وثلاثمائة وألف. علامة مشارك مطلع تولى القضاء بالدار البيضاء مدة تم أعفي منها ورجع إلى فاس. دفن بزاوية الشرادي قبالة درب الدرج، له ترجمة في سل النصال.
وفي ثامن رمضان توفي بمدينة طنجة محمد بن الشيخ التهامي بن المدني بن علي كنّون.
تقدمت وفاة والده عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف. علامة مطلع مدرس. من تآليفه البدر السامي في مناقب مولانا التهامي عرف فيه بوالده، وله غير ذلك في فنون مختلفة، ذهب إلى طنجة مهاجرا بعد الحماية، ودفن بمرشان بالمسجد العتيق.
وفيه توفي محمد بن إبراهيم الركني السوسي الفقيه المشارك المدرس، له ترجمة في كتاب المعسول.
وفيه أو قريب منه توفي إبراهيم بن أحمد بن محمد السوسي الأديب الشاعر المتفنن المبدع، ترجم له الشيخ المختار في كتابه المعسول.
وفيه توفي محمد الكبير بن العربي بن المختار بن عبد الملك الجامعي الوزير أيام مولانا الحسن. تقدمت وفاة والده عام ستة وسبعين ومائتين وألف. وتولى هو الوزارة عام ستة وتسعين ومائتين وألف بلغ فيها مبلغ أبيه وجده عند مولانا الحسن لأنه كان عاقلا محنّكا. وفي أثناء وزارته أصابه داء النقطة وطال به في داره ذات المنزه الكبير الشهير بحومة فندق اليهودي. ولما أصابه ما ذكر من داء النقطة جعل السلطان المولى الحسن نائبا عنه العلامة محمد بن أحمد الصنهاجي كما تقدم، وذلك سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف، وبقي الجامعي مريضا إلى أن توفي في التاريخ المذكور ودفن في زاوية سيدي منصور قرب داره بفندق اليهودي، ومحل سكناه صار اليوم فندقا عموميا من الطراز الرفيع بفاس.
وفيه توفي محمد بن عبد القادر غنّام الرباطي، العاقل الوجيه المطلع، تولى النظارة الكبرى بالرباط مدة.